الجمعة 15 نوفمبر / November 2024

تشكل 15% من مساحة أوكرانيا.. ماذا نعرف عن المناطق التي ضمتها روسيا؟

تشكل 15% من مساحة أوكرانيا.. ماذا نعرف عن المناطق التي ضمتها روسيا؟

شارك القصة

فقرة تعرض لمحة عن المناطق الأوكرانية التي أعلنت روسيا ضمها رسميًا (الصورة: غيتي)
اتخذت موسكو سلسلة من الخطوات في جميع المناطق التي أعلنت ضمها، كانت أكثرها تقدمًا في الأجزاء المحتلة من دونيتسك ولوغانسك.

أعلنت روسيا ضم أربعة مناطق أوكرانية اليوم الجمعة خلال مراسم بالكرملين. وجاء ذلك بعد انتهاء استفتاءات زعمت موسكو أنها أسفرت عن تأييد غالبية سكان تلك المناطق للانضمام لموسكو، فيما اعتبر الغرب أنها "غير شرعية"

وتشكل الأقاليم الأربعة معًا حوالي 15% من الأراضي الأوكرانية، وفق تقديرات معهد دراسات الحرب "إنستيتيوت فور ذا ستادي أوف وور". وهي:

دونيتسك ولوغانسك

تشكل هاتان المنطقتان حوض دونباس الصناعي في أوكرانيا. وينطق معظم سكانهما باللغة الروسية. واستمر فيهما نزاع بين الانفصاليين الموالين لموسكو والقوات الأوكرانية منذ عام 2014 وحتى العام الحالي.  

وقد اعترف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستقلال مناطق الانفصاليين في 21 فبراير/ شباط 2022، وبرّر الهجوم الذي شنّه في 24 فبراير/ شباط على أوكرانيا بأنه ضرورة لإنقاذ الشعوب الناطقة بالروسية من إبادة مزعومة.

وقبل الحرب، كانت منطقة لوغانسك تعدّ نحو 2,1 مليون نسمة. وتتشارك حدودًا من ثلاث جهات مع روسيا.

وبحسب معهد دراسات الحرب، يخضع نحو 99% من أراضيها لسيطرة موسكو منذ الهجوم الروسي في الربيع ومطلع الصيف.

وتعد لوغانسك الأكثر خضوعًا للسيطرة الروسية من بين المناطق الأربع التي أُجريت فيها استفتاءات، لكن ذلك حصل بعد تكبد خسائر عسكرية فادحة.

التصويت في استفتاء ضم دونيتسك- غيتي
التصويت في استفتاء ضم دونيتسك- غيتي

أمّا منطقة دونيتسك المجاورة حيث نظّم استفتاء أيضًا، فكانت تعدّ قبل اندلاع الحرب 4,1 ملايين نسمة وعاصمتها التي تحمل الاسم نفسه هي ثالث أكبر مدينة في البلاد.

وكان نحو نصف أراضي المنطقة تحت سيطرة الانفصاليين قبل الهجوم الروسي. أما اليوم فنحو 58% من الأراضي تخضع لسيطرة موسكو وحلفائها ولاسيما مدينة ماريوبول الساحلية التي أنهكها الحصار والقصف الروسي. وتتواصل فيها المعارك الدامية ولم تحرز القوات الأوكرانية هناك سوى تقدم بسيط في سبتمبر/ أيلول.

خيرسون

تقع خيرسون في أقصى غرب المنطقة التي تسيطر عليها موسكو، وقد سقط نحو 88% من أراضيها، وعاصمتها التي تحمل الاسم نفسه، بين أيدي الروس في أول أيام الحرب.

وتُعد المنطقة استراتيجية بالنسبة الى موسكو لأنها تقع على حدود شبه جزيرة القرم التي ضمّتها عام 2014. وتتمتع بأهمية كبرى للقطاع الزراعي الأوكراني.

وستتيح السيطرة الكاملة على خيرسون لروسيا إحداث شريط موصول بين كافة المناطق التي تسيطر عليها في أوكرانيا، بما في ذلك القرم، حتى الأراضي الروسية.

وتشنّ القوات الأوكرانية هجومًا مضادًا على خيرسون وقد أعلنت تحقيق بعض التقدم في الأشهر السابقة. وألحقت أضرارًا بجسور فوق نهر دنيبرو في محيط مدينة خيرسون لقطع خطوط إمداد القوات الروسية. كما كثّفت الهجمات التي تستهدف مسؤولين روسًا وموالين للروس وقُتل عدد منهم.

مشاهد الدمار في خيرسون- غيتي
مشاهد الدمار في خيرسون- غيتي

وقد نظم المدنيون في خيرسون سلسلة من الاحتجاجات بعد أن استولت روسيا على العاصمة الإقليمية، مدينة خيرسون، في الأيام الأولى من الحرب،.

زابوريجيا

تقع جنوبي البلاد على ضفاف نهر دنيبرو. وكان عدد سكانها قبل الحرب 1,63 مليون نسمة.

وبحسب معهد دراسات الحرب، 72% من مساحة زابوريجيا واقعة تحت احتلال موسكو وإدارتها العسكرية.

وتحمل كبرى مدن هذه المنطقة اسم زابوريجيا أيضًا، وتسيطر عليها القوات الأوكرانية، لكن أكبر موانئها بيرديانسك يسيطر عليه الروس.

وأصبحت زابوريجيا مركز اهتمام العالم بعد القتال في محيط محطة الطاقة النووية، وهي الأكبر في أوروبا، ومنذ سقوط المحطة النووية في يد الجيش الروسي في مارس/ آذار، يتبادل طرفا النزاع الاتهامات بقصف محيطها ما أثار خشية من التسبب بحادثة نووية. وتكثّفت الدعوات لجعل المنطقة منزوعة السلاح. وتعطل إمداد الطاقة للمنشأة ما أثار مخاوف من حدوث كارثة إشعاعية.

تضم زابوريجيا محطة الطاقة النووية الأكبر في أوروبا- غيتي
تضم زابوريجيا محطة الطاقة النووية الأكبر في أوروبا- غيتي

وبحسب وكالة "رويترز"، فقد اتخذت موسكو بالفعل سلسلة من الخطوات في جميع المناطق التي أعلنت ضمها. وكانت أكثرها تقدمًا في الأجزاء المحتلة من دونيتسك ولوغانسك، حيث قامت بتسليم مئات الآلاف من جوازات السفر الروسية إلى السكان منذ عام 2019 واستبدلت عملة أوكرانيا الهريفنيا بالكامل تقريبًا بالروبل الروسي. أمّا في خيرسون وزابوريجيا، فكلا العملتين قيد التداول.

وفي المناطق التابعة للأقاليم الأربعة، تم قطع الوصول إلى شبكات التلفزيون والهاتف المحمول الأوكرانية، ولا تتوفر سوى القنوات الروسية ومزودي خدمات الاتصالات الروس.

منهج روسي

كما أُجبرت المدارس التي كانت تدرس المناهج الأوكرانية سابقًا على تبني منهج روسي جديد. وتمتلك الكيانات المنشقة في دونيتسك ولوغانسك أعلامها الخاصة، والتي سيتم استبدالها قريبًا بأعلام روسية، بينما تشيد اللوحات الإعلانية في شوارع خيرسون وزابوريجيا بمستقبلهم كجزء من روسيا. 

وقد اعتبرت موسكو أن ضم هذه المناطق بمثابة "عودة للوطن" لأراض كانت جزءًا من الإمبراطورية الروسية ذات يوم، بينما تعهدت أوكرانيا باستعادة جميع الأراضي المحتلة.

وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، يستخدم الكرملين المهرجانات وإظهار التمسك بالإجراءات القانونية الروسية لإضفاء الشرعية على خطوة الضم. فمراسم الضم أجريت اليوم في الكرملين بحضور قادة المقاطعات الأربع الذين طلبوا من بوتين قبول مناطقهم كجزء من روسيا.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close