أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية اليوم الأحد، أنّ القوات الإسرائيلية قتلت 4 فلسطينيين على الأقلّ خلال مداهمات في الضفة الغربية المحتلة اليوم الأحد.
وأوضحت الوزارة أن أحد الشهداء من قرية برقين قرب جنين شمالي الضفة الغربية، وثلاثة من بلدة بدو شمالي مدينة القدس المحتلة. ولم تورد المزيد من التفاصيل بشأن هويات الشهداء.
من جهته، قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينيت إن جيشه شن عملية عسكرية ضد "خلايا حماس" في الضفة الغربية، زاعمًا أنهم كانوا يستعدون لتنفيذ عمليات مقاومة وشيكة.
اشتباكات مسلحة مع المقاومين
وبحسب وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا)، فقد اقتحمت قوات الاحتلال فجر اليوم مدينة جنين وبلدات برقين وكفردان غربًا، وسط اندلاع اشتباكات مسلحة مع مقاومين في المدينة وفي بلدة برقين، كما اندلع اشتباك مسلح آخر ببلدة بيت عنان شمال غربي مدينة القدس المحتلة.
من جهتها، أفادت مصادر لوكالة "صفا" بأن شهيد برقين هو أسامة صبح، ووصل إلى مستشفى ابن سينا مصابًا بجراح خطيرة جراء مواجهات اندلعت في برقين فجرًا.
وبيّنت المصادر أن مقاومًا مُطاردًا- يُعتقد أنه أحمد زهران من منطقة بدو بالقدس- كان في منزل المواطن محمد الزرعيني في برقين، ونُقل بعد إصابته بالرصاص بمركبة إسعاف إسرائيلية، ولم يُعرف مصيره.
وأشارت المصادر إلى أن قوات الاحتلال حاصرت لساعات منزل الزرعيني، وسُمعت خلال ذلك أصوات انفجارات واشتباكات ومطالبات لصاحب المنزل بتسليم مَن في داخله.
وأفيد بأن أربع أصابات وصلت إلى مستشفى جنين ومستشفى ابن سينا بجنين خلال المواجهات التي اندلعت في أكثر من منطقة بجنين.
دماء الشهداء "لن تذهب هدرًا"
في غضون ذلك، أكدت حركة حماس أنّ دماء الشهداء "لن تذهب هدرًا"، مشيرة إلى أنّ الشعب الفلسطيني، وعلى رأسه قادة حماس وأبناؤها، "سيظلّون في مقدّمة الصفوف لمواجهة المحتل الغاصب مهما بلغت التضحيات".
ودعت الحركة في بيان أصدرته جماهير الشعب الفلسطيني في الضفة إلى "تصعيد المقاومة ضد المحتل في جميع نقاط التماس، وعلى الطرق الالتفافية". وشدّدت على أن "خيار المقاومة والرصاص هو القادر على حماية حقوقنا وتحرير أسرانا وحماية مسرانا".
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت في وقت سابق صباح اليوم استشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال.
وأكدت الوزارة في بيان مقتضب "استشهاد مواطن أصيب بالرصاص الحي وصل إلى مستشفى ابن سينا في حالة حرجة من قرية برقين" جنوبي غرب مدينة جنين في الضفة الغربية.
الرواية الإسرائيلية: "عملية اعتقال واسعة النطاق"
في المقابل، زعمت الإذاعة العامة الإسرائيلية "كان" أن "قوات الجيش الإسرائيلي خاضت قتالًا بالأسلحة النارية مع مسلحين فلسطينيين شمالي الضفة الغربية بالقرب من جنين".
وبحسب الإذاعة فإن الحادثة اندلعت "خلال عملية للجيش الإسرائيلي لاعتقال مشتبه بهم في المنطقة".
من جهتها، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية: إن الجيش الإسرائيلي قتل أربعة فلسطينيين على الأقل، الليلة الماضية (السبت- الأحد) خلال حملة اعتقالات نفذها في مدينتي جنين ورام الله (وسط وشمالي الضفة).
ونقلت الصحيفة عن ناطق باسم الجيش الإسرائيلي، قوله: إن "تبادلًا لإطلاق النار، وقع في عدة حوادث في الضفة الغربية، خلال عملية واسعة النطاق لقوات الجيش ضد حركة حماس".
وأضافت الصحيفة نقلًا عن الناطق العسكري: "الحديث يدور حول عملية اعتقال واسعة النطاق تتعلق بالبنية التحتية لحركة حماس، والتي تتابعها قوات الأمن (الإسرائيلية) منذ عدة أيام".
وتابع الناطق إن حملة الاعتقالات، نُفّذت في ثلاث مناطق بالضفة.
وعلّق الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي على تبادل إطلاق النار بقوله: "هناك احتمالية لتطور الأمر بإطلاق الصواريخ (من قطاع غزة)"، بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت.
"تبادل لإطلاق النار"
من جانبها، قالت قناة "كان" الرسمية إن 3 فلسطينيين قتلوا في قرية بدو شمالي غرب القدس في تبادل لإطلاق النار مع قوة "يمام" الخاصة الإسرائيلية التي كانت تحاصر منزلًا تحصنوا داخله.
ولفتت إلى أن "قوة إسرائيلية من وحدة دوفديفان (وحدة خاصة من المستعربين) قتلت فلسطينيًا رابعًا في بلدة بروقين قرب جنين بعد تبادل لإطلاق النار".
وزعمت أنّ قوات الأمن الإسرائيلية تحتجز عددًا من جثامين الشهداء الفلسطينيين من دون تفاصيل إضافية.
وبحسب القناة، فقد اعتقلت القوات الإسرائيلية 3 فلسطينيين آخرين خلال العملية في جنين ورام الله، أحدهم مصاب، من دون أن توضح مدى خطورة إصابته.
ونقلت القناة عن مصدر أمني لم تسمه أن عملية الاعتقال جرى تنفيذها بناء على معلومات تفيد بأن "الخلية" كانت تخطط لشن هجوم على أهداف إسرائيلية في المستقبل القريب.
اقتحامات مستمرة
واقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي بلدة بروقين، فجر الأحد؛ وقال إعلام محلي إن مواجهات اندلعت بين سكان القرية وتلك القوات.
ووسط الضفة، اقتحم الجيش الإسرائيلي عدة قرى فلسطينية جنوبي غرب مدينة رام الله (وسط)، وبثت شبكة "جي ميديا" المحلية صورًا لآثار دماء قرب أحد الكهوف في أرض زراعية بمنطقة "القبيبة"، بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من المنطقة.
كما تداول ناشطون صورًا لجنود الاحتلال ينقلون شخصًا على حمّالة من دون أن يتضح مصيره.
وتشهد جنين الواقعة شمالي الضفة الغربية منذ عدة أشهر تصعيدًا إسرائيليًا يسفر عن مواجهات مع الفلسطينيين.
واستشهد أربعة فلسطينيين منتصف الشهر الماضي خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جنين.