اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الجمعة، مدينة جنين شمالي الصفة الغربية المحتلة، وداهمت عدة منازل وسط اندلاع مواجهات، وكثفت من تواجدها العسكري في القرى المحاذية لجدار الفصل العنصري بالمحافظة.
ويأتي اقتحام قوات الاحتلال لمدينة جنين فيما تتجه الأنظار إلى مدينة القدس المحتلة في أعقاب سماح سلطات الاحتلال لمسيرة الأعلام يوم الأحد المقبل.
وأفاد مراسل "العربي" نقلاً عن مصدر إسرائيلي بأن شرطة الاحتلال مصرّة على تنظيم مسيرة الأعلام في مدينة القدس المحتلة "حتى وإن أدت إلى تصعيد أمني" مع قطاع غزة أو تدهور الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية والقدس.
مداهمة منازل في جنين
وبالنسبة إلى اقتحام جنين، ذكرت مصادر أمنية ومحلية لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، بأن قوات الاحتلال اقتحمت مدينة جنين، وداهمت منازل المواطنين في عمارة الزايد بحي البساتين وسط المدينة واستجوبت ساكنيها، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة في أحياء عدة.
وأشارت الوكالة الفلسطينية الرسمية إلى أن قوات الاحتلال كثفت من تواجدها العسكري، ونصبت حواجز عسكرية وكمائن في محيط قرى وبلدات المحافظة خاصة الواقعة بمحاذاة جدار الفصل العنصري: عرانة، والجلمة، ورمانة، وعانين، والطيبة، وزبوبا، وطورة، وتعنك، ويعبد، وظهر العبد.
شاهد| قوات الاحتلال تقتحم مدينة جنين هذه الأثناء.. pic.twitter.com/EmZNUYt7pS
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) May 27, 2022
وتأتي الاعتداءات الإسرائيلية على جنين ضمن سياق تهديدات تطلقها المؤسسة العسكرية الإسرائيلية منذ فترة ضد المدينة ومخيمها، وقد استشهد قبل أيام معدودة شاب فلسطيني وأصيب العشرات خلال عملية اقتحام للمدينة.
الفصائل الفلسطينية تعلن حالة "الاستنفار العام"
وبينما تسعى، إلى تأمين الحماية لمسيرة الأعلام التي من المقرر أن تنطلق يوم الأحد، حذّرت الفصائل الفلسطينية الخميس، إسرائيل من اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى عبر "مسيرة الأعلام".
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقد عقب اجتماع للفصائل الفلسطينية، دعت إليه "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" لبحث تداعيات تنظيم ما يُسمى "مسيرة الأعلام" في مدينة القدس.
بدوره، قال زكريا معمر، القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في كلمة بالإنابة عن الفصائل: "نحذر العدو الصهيوني من ارتكاب أي حماقة بالسماح باقتحام المسجد الأقصى عبر تنظيم مسيرة الأعلام الإرهابية".
وأضاف: "هذا المُخطط سيكون بمثابة برميل بارود سينفجر ويُشعل المنطقة بأكملها".
ولفت معمر إلى أنه في ضوء التطورات المتسارعة والتهديدات باقتحام المسجد الأقصى وتدنيسه وتنظيم مسيرة الأعلام، تعلن الفصائل الفلسطينية حالة "الاستنفار العام".
ودعا الفلسطينيين إلى الاستعداد للدفاع عن الأرض والمقدسات، ومواجهة "الهجمة الصهيونية" الجديدة على المقدسات، والخروج إلى الشوارع رافعين العلم الفلسطيني و"الاشتباك المفتوح مع العدو في نقاط التماس".
وطالب معمر الجهات الدولية والعربية "بالتدخل العاجل للجم سلوك الاحتلال الإجرامي".
وسنويًا، ينظم إسرائيليون يمينيون "مسيرة الأعلام" بالقدس في 29 مايو/ أيار، لإحياء ذكرى ضمّ إسرائيل للجزء الشرقي من المدينة بعد احتلاله في حرب يونيو/ حزيران 1967.
وتحملُ المسيرة هذا الاسم، نظرًا إلى العدد الكبير من الأعلام الإسرائيلية التي يحملها المشاركون فيها.
والأربعاء، أمر قائد الشرطة الإسرائيلية كوبي شبتاي، بنشر آلاف من رجاله في القدس الشرقية والمدن المختلطة، وألغى الإجازات الخاصة بجميع عناصر الشرطة، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، استعدادًا لتأمين "مسيرة الأعلام".
كما نشر الجيش الإسرائيلي منظومة "القبة الحديدية" المضادة للصواريخ، قرب الحدود مع قطاع غزة، تحسبًا لإطلاق قذائف ردًا على "مسيرة الأعلام"، بحسب القناة (13) الإسرائيلية الخاصة.
وفي 18 مايو/ أيار الجاري، قبِل وزير الأمن الداخلي عومر بارليف توصية الشرطة بإقامة "مسيرة الأعلام"، عبر المسار المقرر من القدس الغربية عبر باب العامود، ومنها إلى شارع هاجي (طريق الواد) داخل أسوار البلدة القديمة بالقدس إلى حائط البراق.