Skip to main content

تضرّر مئات الآلاف.. سيول عارمة وأمطار "غير مسبوقة" تفاقم بؤس اليمنيين

الخميس 12 سبتمبر 2024
أدّت السيول والفيضانات إلى مقتل نحو 100 شخص في أنحاء اليمن في الأسابيع الأخيرة - رويترز

أعلن صندوق الأمم المتحدة للسكان، أنّ أكثر من 82 ألف أسرة يمنية (أكثر من 574 ألف شخص) تضرّرت جراء الأمطار الغزيرة والسيول العارمة والفيضانات المفاجئة، التي شهدتها عدة محافظات يمنية خلال شهرَي يوليو/ تموز وأغسطس/ آب الماضيين.

وأضاف صندوق الأمم المتحدة في تقرير، أنّ الأمطار الغزيرة التي شهدها اليمن مؤخرًا، تسبّبت بأضرار واسعة النطاق وموجات نزوح كبيرة في معظم أنحاء البلاد، خاصة في محافظات المحويت والحديدة وذمار وحجة ومأرب وصعدة وصنعاء وإب وتعز، التي تُعد الأكثر تضررًا، الأمر الذي "أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية المروعة بالفعل الناجمة عن أكثر من 9 سنوات من الحرب".

وقد أطلقت المنظمة نداء عاجلًا لجمع 13.3 مليون دولار للاستجابة لحاجات المتضررين، حيث قال القائم بأعمال رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن مات هوبر إنّ "حجم الدمار مروّع، ونحن بحاجة ماسة إلى تمويل إضافي".

وقُتل نحو 100 شخص في أنحاء اليمن في الأسابيع الأخيرة، بحسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس استنادًا الى أرقام نشرتها الأمم المتحدة.

ونهاية أغسطس الماضي، اجتاحت فيضانات ناجمة عن أمطار غزيرة محافظة المحويت في غرب اليمن، ما أسفر عن فقدان أو مقتل أكثر من 40 شخصًا، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، الذي أشار إلى أنّ عشرات المنازل دُمّرت في المنطقة ما أرغم 215 عائلة على النزوح.

كما لقي 60 شخصًا مصرعهم في فيضانات بدأت أواخر يوليو، بحسب الأمم المتحدة.

وتشهد المرتفعات الغربية في اليمن هطول أمطار موسمية غزيرة، لكن الظروف الجوية هذا العام كانت "غير مسبوقة"، وفقًا لهوبر.

ففي ملحان، جرفت السيول والانهيارات الأرضية المنازل ودفنت عددًا من سكانها.

وأكد صندوق الأمم المتحدة للسكان في اليمن في تدوينة على منصّة "إكس"، أن إيصال المساعدات للمتضررين كان "شبه مستحيل" بسبب "الطرق المتضرّرة والعائمة"، مرفقًا المنشور بصور تُظهر جِمالًا تحمل صناديق مساعدات على طرق جبلية وعرة.

وتسبّبت فيضانات اليمن بتدمير منازل ونزوح آلاف الأسر وألحقت أضرارًا بالبنية التحتية الحيوية، بما في ذلك المراكز الصحية والمدارس والطرق.

ويُعاني اليمن في الأصل من زيادة معدلات سوء التغذية وأعداد الإصابات بالكوليرا نتيجة السيول.

اشتداد الأمطار

ويقول خبراء إنّ الأمطار الموسمية تزداد شدّة سنة بعد سنة نتيجة تغيّر المناخ.

وحذّرت منظمة الصحة العالمية الشهر الماضي، من أنّ الوضع قد يتفاقم في الأشهر المقبلة. وتوقّعت أن "تشهد المرتفعات الوسطى والمناطق الساحلية على البحر الأحمر وأجزاءً من المرتفعات الجنوبية مستويات متساقطات غير مسبوقة تتجاوز 300 ملم".

وقالت الباحثة مها الصالحي في مؤسسة "حلم أخضر"، وهي منظمة بيئية يمنية، إنّ "تغيّر المناخ لا يؤدي إلى زيادة وتيرة الفيضانات فحسب، إنما يجعلها أكثر شدة".

من جهته، شرح الوكيل المساعد لقطاع الأرصاد الجوية في الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد التابعة لجماعة "الحوثي" محمد حميد، أنّ زيادة وتيرة الأمطار وشدّتها في اليمن تكشفان بوضوح تداعيات التغير المناخي.

وقال لفرانس برس: "منذ مايو/ أيار 2015 وحتى هذا العام، شهدت البلاد نحو 9 أعاصير، وهذه ظاهرة لم تكن موجودة من قبل في اليمن"، مضيفًا أنّه "مع اقتراب شهر أكتوبر/ تشرين الأول، علينا أن نستعد لظاهرة الأعاصير".

بدوره، أشار الباحث في معهد "تشاتام هاوس" البريطاني كريم الجندي، إلى أنّ تهالك البنية التحتية في اليمن وضعف قدرات الاستجابة للكوارث نتيجة سنوات من النزاع، يزيدان من التهديد الذي يمثّله تغير المناخ.

وقال خبير المناخ لفرانس برس: "تساقط أمطار أكثر غزارة مقرونة ببلد غير مستقر نتيجة الحرب، يعرّضان اليمن بشكل استثنائي لهطول أمطار غير مسبوقة، ما أدى إلى فيضانات كارثية في العديد من المحافظات".

المصادر:
التلفزيون العربي - أ ف ب
شارك القصة