تعاضد اللبنانيين في زمن الحرب.. مبادرات فردية لمساعدة النازحين
بين المبادرات الفردية وحملات المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، يتمسك اللبنانيون بالتعاضد والتآزر فيما بينهم، وسط أزمة إنسانية كبيرة تعصف بالبلاد في ظل العدوان الإسرائيلي.
وفي مدينة صيدا جنوبي لبنان، حوّل علي جرادي، الطبيب المختص في تقويم وتجميل الأسنان، عيادته إلى مطبخ لطهي الطعام وتوزيعه على النازحين، في مبادرة أطلق عليها اسم بوابة الجنوب.
وتحدث جرادي عن تحويل المساحات الواسعة في عيادته إلى مطبخ تحضر فيه الوجبات لمساعدة العائلات النازحة في مدينة صيدا.
وفي منطقة بدارو شرقي بيروت، تطوّعت مجموعة من الأمهات لجمع الملابس والأغطية وحليب الأطفال في مبنى حضانة تم تحويله إلى مركز لجمع التبرعات.
ميساء بليبل، طبيبة أسنان الأطفال، أوقفت العمل في عيادتها لتصبح متطوعة بدوام كامل.
تقسيم مهام
وتوضح بليبل أن القصة ليست سهلة والطلب كبير للغاية، مشيرة إلى أن الأزمة ستطول على ما يبدو.
وعلى بعد عدة كيلومترات من العاصمة بيروت، ينهمك عشرات المتطوعين في إعداد وجبات ساخنة وتأمين شقق سكنية لنازحين غادروا منازلهم على عجل نتيجة الغارات الإسرائيلية الكثيفة.
يقوم المتطوعون بتقسيم الأدوار لتحضير أطباق ساخنة تمهيدًا لتوزيعها.
وتقول إحدى الناشطات في المبادرة إن عدد المتطوعين هو نحو خمسين شخصًا، تتنوع مهامهم في مجال طبخ الوجبات للعائلات النازحة بكل ما يتطلبه الأمر عند الإعداد والتنفيذ والتسليم.
هي إذن مبادرات على الأرض سبقتها حملات إنسانية انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، أطلقتها مجموعات مستقلة سعت لتأمين المأكل والمشرب والمسكن للنازحين.
فهذه المبادرات تعمل على جمع التبرعات لتلبية احتياجات أولئك، الذين توجهوا للعيش عند أقاربهم، وآخرين اتخذوا من الساحات العامة والأبنية القديمة سكنًا لهم، بعد أن غصّت مراكز الإيواء وارتفعت أسعار الشقق السكنية ليصل بعضها إلى ألف ومئتي دولار.