الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

تعود لثلاثة قرون.. اكتشاف حطام سفينة قبالة كولومبيا تحمل كنزًا مفقودًا 

تعود لثلاثة قرون.. اكتشاف حطام سفينة قبالة كولومبيا تحمل كنزًا مفقودًا 

شارك القصة

تقرير حول مدينة بايا الرومانية الأثرية الغارقة تحت الماء (الصورة: تويتر)
كانت سفينة "سان خوسيه جاليون" الإسبانية محملة بشحنة ضخمة من الكنوز تقدّر قيمتها الآن بـ17 مليار دولار. عندما أغرقتها سفن البحرية البريطانية عام 1708.

نشر الجيش الكولومبي صورًا لواحد من أكثر حطام السفن قيمة في العالم، والذي كان موقعه غير معروف لما يقرب من ثلاثة قرون.

,كانت سفينة "سان خوسيه جاليون" الإسبانية محملة بشحنة ضخمة من الكنوز عندما أغرقتها سفن البحرية البريطانية عام 1708 أثناء حرب الخلافة الإسبانية، بحسب صحيفة "إنسايدر". 

200 طن من الكنوز

ويُعتقد أن السفينة، وهي عبارة عن سفينة من نوع جاليون بها 64 مدفعًا وعلى متنها حوالي 600 شخص، كانت تحمل ما لا يقل عن 200 طن من الكنوز، بما في ذلك العملات الذهبية والعملات الفضية والزمرد، والتي تقدر قيمتها اليوم بما يصل إلى 17 مليار دولار.

وعثر مسؤولو البحرية الكولومبية على الحطام الذي يطلق عليه غالبًا "الكأس المقدسة لحطام السفن" قبالة سواحل كارتاخينا عام 2015، لكن موقعه الدقيق ظل سرًا.

وأصدر الرئيس الكولومبي إيفان دوكي لقطات غير مرئية من قبل لحطام السفينة في مؤتمر صحافي في 6 يونيو/ حزيران الجاري.

كما كشفت الصور عن العديد من الكنوز المكتشفة حديثًا، بما في ذلك الخزف الصيني والعملات الذهبية والسيوف والمدافع.

حطام سفية إسبانية قرب سواحل كولومبيا

وقال دوكي في المؤتمر الصحافي: "الفكرة هي استعادتها ووجود آليات تمويل مستدامة لعمليات الاستخراج المستقبلية. بهذه الطريقة نحمي الكنز تراث سفينة سان خوسيه جاليون". 

وقالت السلطات إن الصور ومقاطع الفيديو التقطت بواسطة معدات حديثة تعمل عن بعد ونزلت حوالي 3280 قدمًا لاستكشاف الحطام.

وقال خوسيه خواكين أميزكيتا، المدير العام للبحرية الكولومبية، في بيان: "إن النقوش على المدافع كشفت أنها صنعت عام 1655 في إشبيلية وكاديز في إسبانيا". كما أشار إلى اكتشاف العملات الذهبية مع العملات المعدنية المتداولة في ذلك الوقت.

ولفت دوكي إلى أن رصد الحطام أدى إلى اكتشاف حطام سفينتين أخريين في الجوار وهما قارب ومركب شراعي يُعتقد أنهما يعودان إلى القرن التاسع عشر.

معركة قانونية حول ملكية الكنز

وكان حطام سان خوسيه موضوع معركة قانونية مستمرة منذ اكتشافه، وفقًا لما أوردته صحيفة "الإيكونوميست".

زعمت كولومبيا أن الحطام ومحتوياته ملك لها، حيث وقع الرئيس السابق خوان مانويل سانتوس قانون التراث الثقافي المغمور عام 2013، والذي ينص على أن القطع الأثرية التي تم العثور عليها في المياه الكولومبية تخص الدولة.

ومع ذلك، طالبت إسبانيا بالسفينة، مشيرة إلى أنها كانت ملكهم واستشهدت باتفاقية اليونسكو بشأن التراث الثقافي المغمور بالمياه.

ولزيادة تعقيد الأمور، من المرجح أن العديد من الأشياء الثمينة الموجودة على السفينة قد نُهبت من دول أميركا الجنوبية، وقد تطالب بعض الدول بحقها في الكنز.

مدينة بايا الرومانية الغارقة

ويضم العالم عدد كبير من الكنوز الأثرية المغمورة تحت الماء، ومنها مدينة لاس فيغاس الرومانية التي تضم تاريخًا مثيرًا وأسرارًا كثيرة بدأ قبل أكثر من ألفي عام. وأصبحت المدينة الآن حديقة أثرية تحت الماء بالقرب من نابولي.

وبحسب مارسيلو بيرتولاس، صاحب مركز للغوص، فعام 1538 عندما ارتفع جبل مركنوفو الذي يعد أصغر جبل في أوروبا بغضون ليلتين حدثت كارثة بيئية ذات أبعاد ضخمة حيث ارتفعت الأرض وتراجعت ودخل البحر على المدينة وغرقت بالكامل على عمق 600 كيلومتر تحت البحر". 

ففي مدينة بايا الرومانية الغارقة، بنى الأباطرة الرومان فللًا فاخرة على الشواطئ ومسابح مزينة ببلاط الفسيفساء وتماثيل فريدة. وباتت الآن ملاعب لسراطين البحر يجد الغواصون متعة خاصة باستكشافها. 

ويقول بيرتولاس لـ "العربي": "إنه من الصعب لأولئك الذين يأتون لأول مرة التخير أنه في بضعة أمتار تحت الماء يمكننا العثور على كل هذه الأشياء التي لا نراها في أي مكان في العالم". 

وبحلول القرن الرابع بدأت المدينة بالغرق تدريجيًا بسبب ظاهرة نادرة، فموقعها الجغرافي الفريد في قلب واحدة من أكثر المناطق البركانية نشاطًا كان السبب في اختفائها. وأصبحت قبلة للسياح وهواة التحف الأثرية والغواصين من كل أنحاء العالم. 

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close