يؤدي تغيّر المناخ إلى تدمير كوكب الأرض، وتفاقم عدم المساواة والنزاعات على الأراضي والمياه والموارد الشحيحة، ويدفع الناس إلى الهجرة داخل الحدود وخارجها بحثًا عن الموارد والدخل، ما يجعلهم عرضة للإتجار بالبشر والعبودية الحديثة، بما في ذلك العمل القسري.
هذا ما خلص إليه تقرير جديد صادر عن المعهد الدولي للبيئة والتنمية (IIED) ومنظمة مكافحة العبودية الدولية، والذي حذّر من أن أزمة المناخ وتزايد تواتر كوارث الطقس المتطرّفة، بما في ذلك الفيضانات والجفاف والحرائق الضخمة، لها تأثير مدمر على سبل حياة الأشخاص الذين يعيشون بالفعل في فقر وتجعلهم أكثر عرضة للرقّ.
ويعد التقرير تحذيرًا صارخًا لزعماء العالم قبل قمة المناخ المقبلة التي ستُعقد في غلاسكو في نوفمبر/ تشرين الثاني، ويدعوهم إلى التأكد من أن الجهود المبذولة لمعالجة حالة الطوارئ المناخية تُعالج أيضًا العبودية الحديثة.
عبودية الدَين
ووجد الباحثون أن الجفاف في شمال غانا، على سبيل المثال، دفع الشباب والشابات إلى الهجرة إلى المدن الكبرى، حيث تعمل النساء حمّالات، ويتعرّضن لخطر الاتجار والاستغلال الجنسي وعبودية الدَين وهو شكل من أشكال العبودية الحديثة حيث يقع العمال في شرك العمل ويُستغلّون لسداد ديون ضخمة.
ومع تشديد قيود الهجرة، وجد الباحثون أن المُهرّبين وتجّار البشر الذين يعملون في المنطقة المعرّضة للكوارث على الحدود بين الهند وبنغلادش، كانوا يستهدفون الأرامل والرجال اليائسين لعبور الحدود إلى الهند بحثًا عن عمل ودخل.
ووفقًا للتقرير، يُجبَر ضحايا الإتجار على الأشغال الشاقة والدعارة، ويعمل بعضهم في المصانع المستغلّة للعمال على طول الحدود.
هجرة 216 مليون شخص
ويُقدّر البنك الدولي أنه بحلول عام 2050، ستُجبر أزمة المناخ، مثل ضعف المحاصيل وندرة المياه وارتفاع منسوب مياه البحر، أكثر من 216 مليون شخص في ست مناطق، بما في ذلك أفريقيا، وجنوب الصحراء الكبرى، وجنوب آسيا، وأميركا اللاتينية، على مغادرة منازلهم.
وقالت ريتو بارادواج، الباحثة في المعهد الدولي للبيئة والتنمية: "لا يمكن للعالم أن يستمر بغضّ النظر عن العمل القسري والعبودية الحديثة والإتجار بالبشر التي يُغذيها تغيّر المناخ. يجب أن تكون معالجة هذه القضايا جزءًا لا يتجزأ من الخطط العالمية للتصدي لتغير المناخ ".