ارتفع عدد ضحايا التفجير الانتحاري الذي وقع في مسجد باكستاني، أمس الإثنين، إلى 93 قتيلًا، وفق ما أعلن مسؤول في مستشفى بيشاور اليوم الثلاثاء.
ففي هجوم يُعَدّ من الأكثر دموية في البلد المضطرب بجنوب آسيا، ويأتي ضمن سلسلة هجمات تستهدف الشرطة، فجر انتحاري نفسه أمس بعد وقت قصير من اصطفاف مئات المصلين لتأدية صلاة العصر.
وتعتبر المنطقة التي شهدت التفجير، واحدة من أكثر المناطق تحصينًا في مدينة بيشاور بشمال غرب البلاد، حيث تضم العديد من مكاتب الشرطة وإدارات مكافحة الإرهاب.
قتلى وجرحى في انفجار داخل مسجد بمقر الشرطة الباكستانية في مدنية بيشاور شمالي غرب البلاد#باكستان pic.twitter.com/ao0X3ZQZlE
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) January 30, 2023
"حالة إنذار قصوى" في باكستان
وفي وقت سابق، قال المسؤول بالمستشفى محمد عاصم إن 87 شخصًا قتلوا وإن 57 شخصًا يتلقون العلاج، سبعة منهم في حالات حرجة، قبل أن تنقل وكالة "رويترز" عن مفوض بيشارو بأن عدد الضحايا وصل إلى 93 قتيلًا.
وإثر الهجوم، وضعت الحكومة الباكستانية البلاد بأكملها في حالة إنذار قصوى، فيما انطلقت عملية بحث عن ناجين لإنقاذهم من تحت الأنقاض.
وتوعد رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف بملاحقة من يقف خلف التفجير، خلال زيارته موقع الانفجار للإشراف على عمليات الإغاثة أمس، واصفًا الهجوم بالإرهابي. ويأتي ذلك على خلفية اتهامات طالت حركة طالبان الباكستانية، والتي بدورها نفت مسؤوليتها عن الهجوم الدموي.
عشرات القتلى داخل مسجد في بيشاور جراء تفجير انتحاري#العربي_اليوم #باكستان تقرير: براء هلال pic.twitter.com/SzjFYHcp7z
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) January 30, 2023
بين طالبان والحكومة
من جهته، يشير الخبير في الجماعات الإسلامية، مدثر محمد سليم، إلى تهديد طالبان للمؤسسات العسكرية في البلاد قبل قرابة شهر من التفجير، مشدّدًا على أن بعض الوثائق تدل على أن طالبان هي المسؤولة عن هذا الهجوم.
ويوضح في حديث إلى "العربي" من إسلام آباد، أن الكثير من البعثات والسفارات الدولية في باكستان، أطلقت العديد من التحذيرات الأمنية بعد توفر معلومات مؤكدة لديها عن إمكانية معاودة طالبان هجماتها، لا سيما السفارة الأميركية.
ويكشف سليم أن تهديد طالبان كان مقابل مطالبات منها بالإفراج عن سجنائها لدى الحكومة الباكستانية، بالإضافة لمطالبات بعودة الحالة السابقة لمنطقة خيبر بختونخوا التي شهدت عمليات نوعية من الحكومة ضد مقاتلي الحركة.
ويلقي اللوم على الحكومة السابقة برئاسة عمران خان التي اتخذت منحى تفاوضيًا مع طالبان، وسمحت لعدد من مقاتليها بالعودة إلى إقليم خيبر، لكن الحركة أعادت ترتيب صفوفها مستغلة هذه الفرصة.