الخميس 21 نوفمبر / November 2024

تقرير خطير عن انتشار جدري القرود.. وباء بشري بدأ عام 2017

تقرير خطير عن انتشار جدري القرود.. وباء بشري بدأ عام 2017

شارك القصة

تقرير إخباري يرصد التفشّي المتزايد لفيروس جدري القرود حول العالم (الصورة: تويتر)
ربما لا تكون حالات جدري القرود خطيرة حتى الآن، لكن هذا الوضع قد لا يستمرّ، إذا بدأ الفيروس يصيب الأطفال أو الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة.

كشف باحثان في جامعة إدنبرة أن تسلسل الحمض النووي لفيروس جدري القرود الذي يتفشّى سريعًا في العالم مؤخرًا، يشير إلى أنه لم ينتقل من الحيوانات إلى البشر، وإنما كان هناك انتقال مستدام للفيروس من إنسان لإنسان منذ عام 2017 على الأقل.

وسُجّلت، حتى نهار الأحد، 780 إصابة بجدري القرود مُؤكدة مخبريًا في 27 دولة خارج البلدان التي يتوطن فيها المرض.

وذكر موقع "نيو ساينتست" المتخصّص بالشؤون الصحية أن تسلسل الجينوم لفيروس جدري القرود المسؤول عن هذه الحالات المنتشرة خارج إفريقيا حاليًا، يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالفيروسات التي تمّ اكتشافها في عدد صغير من الحالات في إسرائيل ونيجيريا وسنغافورة والمملكة المتحدة بين عامي 2017 و2019.

الفيروس يتطوّر ببطء

وأظهر التقرير الأولي أن هناك ما يصل إلى 47 تغييرًا في الحمض النووي في أحدث الفيروسات مقارنة بهذه الحالات السابقة. وهو رقم مرتفع وغير متوقّع، بالنظر إلى أنه يُعتقد أن جدري القرود يتطور ببطء، بمعدل طفرة واحدة كل عام.

وما بدا لافتًا بالنسبة إلى الباحثين هو أن 42 من هذه التغييرات الـ 47 تتضمّن تغييرات تنتجها مجموعة من الإنزيمات البشرية تُعرف باسم "APOBEC3" التي تساعد في الدفاع ضد الفيروسات عن طريق إحداث طفرات في حمضها النووي.

وقال مؤلفا التقرير شين أوتول وأندرو رامباوت: "إذا كانت تعديلات APOBEC3 هذه تدل على وجه التحديد على التكرار في البشر على عكس الأنواع المضيفة الأخرى، فإن هذا سيؤكد أن هذا الفرع بأكمله يمثل ظهور وباء بشري بدأ عام 2017".

ينتشر في إفريقيا على نطاق واسع

وفي الثالث من يونيو/ حزيران الحالي، أفاد مركز الوقاية من الأمراض والسيطرة عليها في الولايات المتحدة، بأن 3 من فيروسات جدري القرود الـ 10 التي تمّ تسلسلها كانت مختلفة قليلًا عن غيرها، بينما لا تزال مرتبطة بفيروس تمّ رصده عام 2017.

وقد تم العثور على هذه الفيروسات الثلاثة في الأشخاص الذين سافروا إلى بلدان مختلفة في إفريقيا والشرق الأوسط عامي 2021 أو 2022.

ويُمكن أن تكون الحالات الثلاث ناتجة عن انتقال الفيروس من مستودعات حيوانية إلى البشر. ومع ذلك، نظرًا لأن لدى هذه الفيروسات أيضًا الكثير من الطفرات الشبيهة بـ APOBEC3، هناك تفسير آخر، وهو: أن جدري القرود ينتشر على نطاق واسع جدًا في الأشخاص في إفريقيا منذ عام 2017.

وقال التقرير إنه من المثير للدهشة، أنه بدلًا من أن تتطوّر لتصبح أكثر لياقة في الانتشار بين البشر، قد تكون الفيروسات الموجودة أقل ملاءمة من فيروسات عام 2017، لأنها تراكم الكثير من الطفرات التي ربما تكون ضارة.

وفي هذا الإطار، قالت إيما هودكروفت، الباحثة في جامعة برن بسويسرا، إن حالات جدري القرود "ربما ليست خطيرة حتى الآن، لكن هذا الوضع قد لا يستمرّ، إذا بدأ الفيروس يصيب الأطفال أو الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة".

وإذ أكدت أنه لا داع للهلع إذ إنه يمكن للعالم السيطرة على الفيروس تمامًا، إلا أنها شدّدت على أنه يجب أخذ الفيروس على محمل الجد، ولا نريد أن نتأرجح كثيرًا في الاتجاه الآخر لأننا سئمنا حقًا من الفيروسات".

وفي نهاية مايو/ أيار الماضي، طمأنت منظمة الصحة العالمية من أن "لا داعي للخوف في الوقت الراهن من أن يتحول انتشار فيروس جدري القرود خارج القارة الإفريقية إلى جائحة".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
تغطية خاصة
Close