تقرير يدق ناقوس الخطر.. انبعاثات الكربون العالمية ستصل إلى مستوى قياسي
أفاد علماء، اليوم الأربعاء، بأن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، بما يشمل تلك الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري، تتجه لتسجيل مستوى قياسي مرتفع هذا العام.
وبهذه النتيجة ينحرف العالم أكثر عن مساره الهادف إلى تجنب المزيد من الظواهر المناخية المتطرفة المدمرة، وفق ما جاء في تقرير ميزانية الكربون العالمية، الذي نشر خلال قمة المناخ كوب29 في أذربيجان.
وأشار التقرير، إلى أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية ستصل إلى 41.6 مليار طن في عام 2024، ارتفاعًا من 40.6 مليار طن في العام الماضي، كما أن أغلب هذه الانبعاثات ناتج عن حرق الفحم والنفط والغاز.
تقرير ميزانية الكربون العالمية
وذكر التقرير أن هذه الانبعاثات ستبلغ 37.4 مليار طن في عام 2024، بزيادة 0.8% عن عام 2023. أما الجزء المتبقي فناتج عن استخدام الأراضي، وهو فئة تشمل إزالة الغابات وحرائق الغابات.
وأشرفت جامعة إكستر البريطانية على إعداد التقرير بمشاركة ما يزيد عن 80 مؤسسة. وقال بيير فريدلينجستين، المؤلف الرئيسي للدراسة، وهو عالم مناخ بجامعة إكستر: بدون خفض فوري وحاد للانبعاثات على مستوى العالم "سوف نبلغ مباشرة حد 1.5 درجة مئوية، وسنجتازه ونستمر في ذلك".
ووافقت البلدان بموجب اتفاقية باريس للمناخ لعام 2015، على محاولة الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية بأكثر من 1.5 درجة مئوية لتجنب أسوأ آثار تغير المناخ.
ويتطلب ذلك خفضًا حادًا للانبعاثات كل عام من الآن وحتى عام 2030 وما بعده.
وبدلًا من تحقيق ذلك، ارتفعت انبعاثات الوقود الأحفوري على مدى العقد الماضي، فيما هبطت انبعاثات استخدام الأراضي خلال هذه الفترة. إلا أن الجفاف الشديد في منطقة الأمازون هذا العام تسبب في اندلاع حرائق الغابات لتزيد انبعاثات استخدام الأراضي السنوية 13.5% إلى 4.2 مليار طن.
وقال بعض العلماء إن هذا التقدم البطيء يعني أن تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية لم يعد واقعيًا.
وأشار الباحثون إلى أن بيانات الانبعاثات لهذا العام، أظهرت أدلة على قيام بعض البلدان بالتوسع سريعًا في استخدام الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية.
لكن التقدم كان غير متساوٍ بشكل صارخ إذ انخفضت انبعاثات الدول الصناعية الغنية، بينما استمرت انبعاثات الاقتصادات الناشئة في الارتفاع.
واندلعت التوترات بين الدول أمس الثلاثاء في كوب29 بشأن من يجب أن يقود انتقال العالم بعيدًا عن الوقود الأحفوري، الذي ينتج نحو 80% من الطاقة العالمية.
ومن المتوقع أيضًا أن ترتفع الانبعاثات من الطيران والشحن الدوليين 7.8% هذا العام، مع استمرار تعافي السفر الجوي من انخفاض الطلب خلال جائحة كوفيد-19.