Skip to main content

"تواطآ بصياغة الموت".. الوسط الثقافي اللبناني يُفجع برحيل الدويهي وساسين

السبت 24 يوليو 2021

أفجع خبر رحيل الروائي جبور الدويهي والأكاديمي والكاتب السياسي فارس ساسين، اللذين رحلا عن هذا العالم بفارق ساعات قليلة، الوسط الثقافي اللبناني والعربي. 

رفيقا الدرب كانا قد شاركا في العديد من الأمسيات الاجتماعية والثقافية، وتبادلا حب المعرفة والثقافة والقيم الوطنية. حتى أن فارس كان يقترح على جبور أفكارًا لكتابته، ومن المشجعين لنشر رواياته.

والدويهي ترك برحيله إرثًا غنيًا ومؤلفات تُرجمت إلى أكثر من لغة. وهو كان نال عددًا من الجوائز الأدبية المرموقة، منها جائزة سعيد عقل 2015 عن روايته "حي الأميركان"، وجائزة الأدب العربي عام 2013 عن روايته "شريد المنازل".

وشغل الراحل منصب ناقد أدبي في مجلة "لوريان لكسبرس" الصادرة بالفرنسية، وفي ملحق صحيفة "لوريان لوجور".

وكان آخر رواياته الذي حمل عنوان "سمّ في الهواء"، قد صدر في يونيو/ حزيران الفائت.

"تواطآ بصياغة الموت"

وتشير الشاعرة والكاتبة غادة فؤاد السمان إلى أن الراحلين، كما تواطآ في صداقتهما وفي صياغة الفكر والأدب والرواية والحياة، تواطآ أيضًا بصياغة الموت.

وتعتبر في حديثها إلى "العربي" من بيروت، أن هذه الظاهرة لافتة للغاية، مردفة: عندما يكون هناك نوع من التوأمة الروحية يمكن أن يحصل تواطؤ على كل الأمور في الحياة والرحيل.

وتلفت إلى أن الكثير من الكتّاب يعانون في الزمن الراهن من أزمات حقيقية، لا سيما في لبنان، شارحة أن الكاتب اللبناني، وكل كاتب مقيم هنا، مأزوم جدًا ويعاني من جميع الأزمات التي تمر بها البلاد.

وترى أن "كل كاتب مأزوم اليوم يفضل الرحيل على البقاء في ظل هذه الظروف المأساوية"، مؤكدة أن لبنان تحول إلى كارثة إنسانية بكل معنى الكلمة.

"الدويهي اعتنى بالتفاصيل"

إلى ذلك، تشير السمان إلى أن ما ميز الدويهي في كتاباته هو صياغته للحياة اللبنانية، واعتناؤه بالتفاصيل، لا سيما وأن المجتمع اللبناني غني بتجربته فهو بلد صغير وحيوي وديناميته عالية جدًا.

وتقول: إن الراحل بدأ بكتابة الرواية في مرحلة نضج كامل، وإنه كان على درجة كبيرة من الوعي والخبرة والدراسة والتأمل.

وإذ تلفت إلى أنه اعتمد على التاريخ والواقع في الآن عينه، توضح أنه أجرى إسقاطات تاريخية على الواقع الذي استمد منه الكثير من المادة الخصبة للرواية. 

المصادر:
العربي
شارك القصة