يبرهن الذهب من جديد على مكانته ليس في قلوب الباحثات عن الحلي والجواهر فحسب، بل حتى في خزائن البنوك المركزية الساعية لتعزيز غلتها من المعدن النفيس يومًا تلو الآخر.
فالذهب الذي تسلق إلى أعلى مستوياته القياسية قريبًا من 2200 دولار للأونصة، لا يبدو أنه سيتوقف عند هذه الذروة، بحسب بنوك كبرى يتقدمها "سيتي غروب" و"غولدمان ساكس".
ورغم تضاؤل المخاوف الأمنية والجيوسياسية في العالم، غير أن الذي يعيد الألق إلى الملاذ الآمن هو قرب بدء مشوار خفض الفائدة الأميركية من جهة، واستمرار مشتريات البنوك المركزية للمعدن النفيس من جهة ثانية، إذ يتوقع مجلس الذهب العالمي شراء هذه المصارف لما لا يقل عن 500 طن هذا العام.
من جهته، قال جوزيف كافاتوني، كبير إستراتيجي السوق في المجلس: إن "المشهد مناسب للبنوك المركزية الناشئة لمواصلة كونها مشتريًا صافيًا، وهناك حجة قوية لتسجيل مشتريات من قبل دول مثل الصين وبولندا".
وأخذ المعدن الأصفر الذي زادت قيمته 7,5% في الأيام الثلاثين الأخيرة يعبد الطريق أمام نظيره الأبيض، إذ يتوقع خبراء بدء مشوار صعود الفضة التي تدافع عن مستوى 24 دولارًا للأونصة الواحدة.
وقال راندي سمولوود، الرئيس التنفيذي لشركة وينتون للمعادن النفيسة، إن "الذهب سوف يرتفع أولًا، ثم ستشاهد الفضة تنطلق بسرعة، والأخيرة تتفوق دومًا على الأول".
وأخذت جاذبية المعادن النفيسة في التزايد، حيث أن الكثيرين يلجأون إليها نتيجة لتأثر قيمة عملات البلدان التي ينتمون إليها، سواء كانت هذه البلدان متقدمة أم ناشئة.