تيك توك يتفوّق على فيسبوك.. لماذا يهاجر الشباب "عملاق" وسائل التواصل؟
شكّل موقع فيسبوك أول وسيلة تواصل اجتماعي ولم يصدّق حينها مؤسس الموقع مارك زوكربرغ أنّ مشروعه الجماعي هذا سيتحوّل إلى شركة تحقق إيرادات من الأعلى عالميًا.
إلا أنّه مؤخّرًا، ومع طفرة وسائل التواصل الاجتماعي، خفّ بريق الموقع الأزرق. فعلى الرغم من الاستثمار الهائل الذي شرعت به فيسبوك (Facebook)، إلا أنّ شعبية هذا الموقع ضمن الفئة الشابة آخذة بالانحدار.
وتشير الإحصاءات إلى أن استخدام الموقع الأزرق من قبل المراهقين عالميًا تراجع من 60% عام 2017 إلى 27% عام 2021، بحسب دراسة أجرتها شركة "Piper Sandler" ونشرت أواخر العام الماضي.
المراهقون يهاجرون فيسبوك
وجاءت الهجرة من فيسبوك لصالح منصّات إنستغرام وسنابشات وتيك توك، علمًا أنّ 60% من مستخدمي إنستغرام (Instagram) هم من فئة الشبان الذين تبلغ أعمارهم بين 18 و34 بحسب مجموعة من الأبحاث نشرت على موقع hootsuite منذ أيام.
وعلى المنوال نفسه، باتت الفئة المراهقة الأصغر لا تفضّل كلًا من فيسبوك وإنستغرام، بل تميل أكثر لاستخدام تيك توك (TikTok). ولا غرابة في ذلك إذا عرفنا أنّ موقع تيك توك كان الموقع الأكثر إقبالًا على الصعيد العالمي لعام 2021.
ما أسباب هذه الهجرة؟
وتؤكد الخبيرة في وسائل التواصل الاجتماعي علياء حكيم أنّ الشعبية التي كان يتمتع بها فيسبوك في السنوات الماضية خفّ بريقها أمام نجاح وازدهار منصّات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك وسنابشات وإنستغرام، رغم أنّ الأخير تابع للشركة نفسها مع فيسبوك.
وتعزو حكيم في حديث إلى "العربي"، من تونس، تفوق تيك توك إلى إقبال المراهقين عليه، مشيرة إلى أنّ أحد الأسباب الرئيسة وراء ذلك أنّ فيسبوك لم يتغيّر كثيرًا منذ تأسيسه حتى اليوم، ولم يطوّر الآليات بما يرضي الشباب.
وتتحدّث عن دافعين أساسيّين خلف هجرة الشباب من فيسبوك، أولهما الطابع الكلاسيكي الذي لا يزال يطغى على تطبيق فيسبوك، إضافة إلى سهولة استعمال منصّات التواصل الأخرى والميزات التفاعلية التي تنطوي عليها.
وترى الخبيرة في وسائل التواصل الاجتماعي أنّ أحد أهمّ الأسباب التي تجعل فيسبوك يحافظ على عدد مهمّ من المستخدمين هو علاقة هؤلاء بهذه المنصّة، التي شكّلت "ثورة" في فضاء وسائل التواصل عند تأسيسه.