يبدو أن ثمن دعم فلسطين في المؤسسات الأميركية العامة بات باهظًا اليوم، إلى حد يصل إلى الحظر والفصل والضرب والاعتقال.
فبعد إعلان جامعة كولومبيا في نيويورك حظر منظمة "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" ومنظمة "الصوت اليهودي من أجل السلام"، الداعمة لفلسطين، تطورت الأمور أيضًا في جامعة تدعى "برانديز" في مدينة والثام الأميركية إلى حد الضرب واعتقال 7 طلاب على يد شرطة المدينة.
غضب من زيف القيم الغربية
وأثارت مقاطع الفيديو التي توثق ضرب عناصر الأمن في الجامعة للنشطاء الداعمين لفلسطين، غضبًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي.
فقد كتبت الناشطة سمر جراح على منصة "إكس": "بعد ضغوط هائلة من أغنياء الصهاينة الذين يتبرعون لجامعات أميركا، فإن عددًا من الجامعات أوقفت نشاط نادي طلبة من أجل العدالة في فلسطين، والموجود في كل جامعات الولايات المتحدة تقريبًا".
وتابعت جراح: "والآن هذا هو تعامل جامعة برانديز مع وقفة تضامن مع فلسطين".
وفي منشور آخر، قال جيم إيرلي: "نحن نمحو حرية التعبير لمنع الأميركيين من الاحتجاج على مذبحة الإبادة الجماعية التي ارتكبتها دولة ثالثة تنتهك القانون الدولي. يا للعار".
أما الناشطة التي تدعى جيس فقالت: "الشرطة تحمي الظالم، وتُسكت المظلوم".
لم يقتصر الأمر على الجامعات، إذ تناقل نشطاء خبر إيقاف طالب في مدرسة بولاية كاليفورنيا لمدة 3 أيام بسبب ترديده عبارة "فلسطين حرة"، والتي اعتبرت معادية للسامية من قبل إدارة المدرسة.
تأثير الدعاية الإسرائيلية على أميركا
متابعةً لهذا الموضوع، يرى عبد الحميد صيام أستاذ دراسات الشرق الأوسط بجامعة "رتغرز" بولاية نيوجرسي، أن حملة الانتهاكات التي تطال الداعمين للقضية الفلسطينية والعرب بشكل عام هي موجة عنصرية ضد كل ما هو عربي وإسلامي.
ويلفت صيام في حديث مع "العربي" إلى أن مثل هذه الاعتداءات لم تحدث في الماضي بهذا الحجم وهذه الحدة.
ويعدد أستاذ دراسات الشرق الأوسط من لوسيل بعض الانتهاكات، مثل اعتداء أحد المتطرفين في الولايات المتحدة يوم 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي على طفل فلسطيني بتوجيه 26 طعنة له، ما أدى إلى مقتله وإصابة والدته في شيكاغو.
ويذكر صيام بحوادث اقتحام سيارات للمظاهرات التي تدعم القضية الفلسطينية، حيث يصدم الناس عمدًا، مشيرًا إلى أنه خلال شهر واحد فقط "تم تسجيل 1283 عدوانًا أو تهديدًا بالعدوان أو إصابة للعرب والمسلمين بزيادة هائلة تعادل 260% عما حدث في السنة الماضية".
ويوضح أستاذ دراسات الشرق الأوسط أن هذا التطرف ليس مصدره المواطنين العاديين وحسب، بل السياسيين والمسؤولين الأميركيين مثل نيكي هايل ورون ديسانتيس المرشحين لرئاسة الجمهورية الأميركية.
كما يستذكر صيام تصريح العضوة في مجلس ولاية فلوريدا آنجي نيكسون قالت فيه: "كم من القتلى يجب أن يسقط في غزة كي توقف الحرب؟"، لترد عليها أخرى: "يجب أن ننهيهم كلهم".