دعا بعض الخبراء البارزين في مجال الأمراض المعدية، السلطات الصحية العالمية لاتخاذ إجراءات أسرع لاحتواء التفشي المتزايد لمرض جدري القرود، الذي انتشر حتى الآن في 20 دولة على الأقل.
وأكد الخبراء أن على الحكومات ومنظمة الصحة العالمية عدم تكرار ما حدث من عثرات في بداية جائحة كوفيد-19، والذي أدى إلى التأخر في اكتشاف الحالات، مما ساعد على انتشار الفيروس.
وفي حين أن جدري القرود ليس قابلًا للانتقال أو خطيرًا بنفس درجة كوفيد-19، قال هؤلاء العلماء إن هناك حاجة إلى إرشادات أوضح عن كيفية عزل الشخص المصاب، ونصائح أكثر وضوحًا عن كيفية حماية المعرضين لخطر الإصابة وتحسين سبل الفحص وتتبع المخالطين.
وأوضحت إيزابيل إيكرل، الأستاذة في مركز جنيف للأمراض الفيروسية الناشئة في سويسرا، أنه "إذا أصبح هذا وبائيًا (في المزيد من البلدان)، فسنواجه مرضًا سيئًا آخر وسيتعين اتخاذ الكثير من القرارات الصعبة".
"حالة طوارئ صحية"
وقال مسؤول لرويترز إن منظمة الصحة العالمية تدرس ما إذا كان ينبغي تقييم تفشي المرض على أنه حالة طوارئ صحية عامة محتملة تثير قلقًا دوليًا. ومن شأن اتخاذ المنظمة قرارًا باعتبار المرض حالة طوارئ صحية عالمية، كما حدث مع فيروس كورونا أو الإيبولا، أن يساعد في تسريع البحث والتمويل لاحتوائه.
اجتماع طارئ لمنظمة الصحة العالمية وسط تصاعد المخاوف حول الانتشار غير المسبوق.. ما هو #جدري_القرود الذي أثار موجة قلق حول العالم؟@AnaAlarabytv pic.twitter.com/Ua8SnaQVRZ
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 21, 2022
وسُجلت هذا الشهر أكثر من 300 حالة مؤكدة أو يشتبه بإصابتها بالجدري، وهو مرض خفيف عادة وينتشر عن طريق الاتصال الوثيق بشخص مصاب ويتسبب في أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا وطفح جلدي مميز.
وظهرت معظم الحالات في أوروبا وليس في بلدان وسط وغرب إفريقيا حيث يتوطن الفيروس. ولم يتم تسجيل أي وفيات خلال التفشي الراهن.
ومع ذلك، أبدى مسؤولو الصحة العالمية قلقهم إزاء الانتشار المتزايد للمرض في البلدان غير الموبوءة. وقالت المنظمة إنها تتوقع ارتفاع الأعداد مع زيادة المراقبة.
وأكدت، أمس الجمعة، مجددًا أن فيروس جدري القرود قابل للاحتواء بإجراءات تشمل الاكتشاف السريع للحالات وعزلها وتعقب المخالطين.