Skip to main content

جرعة دواء ملوث.. ارتفاع وفيات أطفال مرضى بالسرطان في صنعاء

السبت 15 أكتوبر 2022

إنها المأساة المنسية في حربٍ لا ناقة لهم فيها ولا جمل، فأطفال اليمن يباغتهم الموت من كل حدبٍ وصوب منذ 8 سنوات عجافٍ لاحقهم خلالها الجوع والمرض والأوبئة ثم الموت المحتوم لجلهم.

وأحدث مآسي أطفال اليمن كانت في صنعاء، حيث لقي 18 طفلًا يعانون من سرطان الدم حتفهم وفق ما أعلنت وزارة الصحة مساء أمس الجمعة، التي أكدت أن تحقيقاتها كشفت عن أن الوفاة ناجمة عن حقنهم بدواء ملوث ومهرب من الخارج.

ورجح مصدر طبي ارتفاع العدد إذ يرقد 50 طفلًا في القسم ذاته، في حين لم تذكر الحكومة ولا جماعة الحوثي زمن محدد لوفاة الأطفال، لكن وسائل إعلام محلية أفادت بأنه تم حقنهم نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي، وتوفوا على مدار أيام متفرقة.

ضحايا الجرعة الملوثة

وقال وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني: "توفي 18 طفلًا من مرضى سرطان الدم، بعد توزيع الحوثيين جرعة دواء كيميائي منتهية الصلاحية، تم تكديسها لفترات طويلة في المخازن، وحقن الأطفال الضحايا بالجرعة الملوثة في أحد المستشفيات بالعاصمة صنعاء".

واتهم الإرياني جماعة الجوثي بأنها "قامت بتوزيع الأدوية التي حصلت عليها كمساعدة مجانية من منظمة الصحة العالمية وجهات مانحة أخرى.. وخزنت كميات أخرى لفترات طويلة، قبل أن تقوم بالتلاعب بتاريخ الانتهاء، وتوزيعها على المستشفيات".

بدوره، أفاد الناطق باسم الحوثيين، بأن طه المتوكل وزير الصحة في حكومة الحوثيين، "تفقد أحوال الأطفال المرضى بمركز اللوكيميا في مستشفى الكويت الجامعي بصنعاء، بمن فيهم الأطفال المتعافين الذين عانوا من مضاعفات استخدام دواء مهرب تم شراؤه من إحدى الصيدليات".

الصغار يدفعون الثمن

وفي حرب اليمن كما في كل الحروب يدفع المدنيون ولا سيما الأطفال منهم الثمن الباهظ، فأكثر من 370 ألف شخص قضوا خلالها وفق تقرير أممي، وما يزيد عن 10 آلاف طفلٍ تحققت منظمة "اليونسف" من مقتلهم أو إصابتهم.

ليس ذلك فحسب، بل قضت الحرب كذلك على البنى التحتية والمدارس والمرافق الطبية ودمرت نظام البلاد الصحي، ، وكبدت اقتصاد اليمن خسائر تصل إلى 200 مليار دولار.

ورغم أن الحكومة تستورد الأدوية من الخارج، فإن عملية نقلها لمناطق الحوثيين تتطلب وقتًا طويلًا، بانتظار الحصول على موافقات من طرفي النزاع.

هكذا هو الوضع الصحي بالنسبة لهم، أما الوضع الإنساني بالمجمل فليس بأفضل إذ يتموضع اليمن على حافة كارثة إنسانية هي الأسوأ في العالم، بحسب ما تقول الأمم المتحدة.

ويبدو أن الأمر لن يقف عند ذلك، في حال بقيت أطراف الصراع تسير في سياق المكاسب فرادًا وجماعات غير آبهة بما حل وسيحل ببلادهم. 

المصادر:
العربي - الأناضول
شارك القصة