يستغل المهاجرون عادة موسم الصيف وهدوء البحر للقيام برحلاتهم نحو وجهات اللجوء المنشودة على طول سواحل البحر الأبيض المتوسط، وحتى إن استطاعوا تجاوز خطر الأمواج العاتية لا يكون طريقهم معبدًا بالورود، حيث تهدد رحلتهم الصعبة مخاطر عديدة.
فالرحلة التي قد تبدأ بعصابات التهريب والاتجار بالبشر يمكن أن تنتهي بحادث صادم.
زورق للشرطة الإسبانية يهاجم قارب يحمل طالبي لجوء
وفي آخر هذه الحوادث الصادمة، فقد طارد زورق أكبر حجمًا وأكثر قوة وسرعة تابع للشرطة الإسبانية قارب مهاجرين مطاطيًا وقام بعدة مناورات قبل "دهسه" ما تسبب في سقوط المهاجرين من القارب الصغير في البحر.
وأثار المقطع المصور الذي رصد الحادثة غضبًا وجدلًا واسعًا في الأوساط الإسبانية والمغربية، إذ دعا نشطاء في مجال حقوق الإنسان وسياسيون سلطات مدريد إلى فتح تحقيق بالحادثة، بينما وصفت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تدخل الزورق الإسباني بـ "العنيف والخطير".
وعلى الضفة الأخرى للبحر المتوسط، دعا ساسة يساريون في إسبانيا وزير الداخلية فرناندو غراندي مارلاسكا إلى معالجة الحادث، وقالت المتحدثة باسم التحالف اليساري آينا فيدال: "ما رأيناه في مليلية وصمة عار وغير مقبول على الإطلاق".
كيف كان رد المتسببين في هذا الحادث؟
من جهتها، قالت الشرطة الإسبانية، إن الأشخاص الأربعة الذين كانوا على متن القارب الأصغر كانوا يحاولون دخول إسبانيا بشكل غير قانوني، وألقي القبض عليهم وتم تسليمهم إلى المغرب.
وأكد مصدر في وزارة الداخلية أن الوزارة "لا تفكر في فتح أي نوع من التحقيق الداخلي في الحادث".
إلى ذلك، أثار رد الشرطة الإسبانية على الحادث غضب الناشطين والمختصين في قضايا اللجوء على مواقع التواصل، إذ قال الصحافي المختص في مسألة المهاجرين يوسف أوولاد: "كانوا موجودون بالفعل في المياه الإسبانية، لكن ما هذا الأسلوب الإجرامي في التصرف؟".
أما الحقوقي الإسباني سيرجيو فقال: "أي وحش يستطيع أن يفعل ذلك".
وكان لكارلوس وجهة نظر مختلفة، إذ قال: "إذا نظرت عن كثب إلى الصور.. القارب الصغير هو الذي يعبر مسار قارب الشرطة الكبير مما يعرض حياته للخطر"، وفق قوله.
من ناحيته، كتب باولو: "يشعر المرء بالخوف الشديد عندما يرى أن أولئك هم الذين يفترض أنهم المسؤولون عن الحماية؟ إنهم مرضى نفسيين ويمكنهم التصرف على هذا النحو دون أي عواقب".
