الخميس 19 Sep / September 2024

حارس الشمس ونصير القضية.. الروائي اللبناني إلياس خوري وداعًا

حارس الشمس ونصير القضية.. الروائي اللبناني إلياس خوري وداعًا
الأحد 15 سبتمبر 2024

شارك القصة

إلى جانب القضية الفلسطينية التي تناولها في روايات عدة، تطرق إلياس خوري أيضًا إلى الحرب اللبنانية (1975 – 1990) في العديد من أعماله
إلى جانب القضية الفلسطينية التي تناولها في روايات عدة، تطرق إلياس خوري أيضًا إلى الحرب اللبنانية (1975 – 1990) في العديد من أعماله

توفي الكاتب والناقد الأدبي والأكاديمي اللبناني إلياس خوري اليوم الأحد عن 76 عامًا، بعد مسيرة قدّم خلالها مؤلفات حظيت بتقدير عالمي وعُرف فيها بكونه من أبرز الأدباء المناصرين للقضية الفلسطينية.

وكشف مقربون من الأديب والصحافي الذي استمر في الكتابة حتى آخر أيامه، بأن خوري المولود في بيروت، توفي صباح الأحد بعد معاناة جراء مشكلات صحية في الأمعاء استدعت مكوثه في المستشفى للمعالجة أشهرًا طويلة.

القضية الفلسطينية في سيرة إلياس خوري

على امتداد مسيرته، كانت القضية الفلسطينية أكثر من حاضرة في حياة إلياس خوري، وحتى في شخصيّته.

فمنذ شبابه، أظهر خوري تأييدًا للقضية الفلسطينية، وكان مؤيدًا للمقاومة الفلسطينية عندما كان مقر منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت، قبل الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982.

ولعلّ أشهر رواياته، "باب الشمس"، تختصر أهمية القضية الفلسطينية في وجدانه، إذ تتمحور حول نكبة الفلسطينيين ورحيلهم القسري عن أراضيهم عام 1948.

أكثر من ذلك، فإنّ ناشطين فلسطينيين شيدوا سنة 2013 مخيّمًا سموه "قرية باب الشمس" على أراض خاصة تعود ملكيتها لفلسطينيين، وذلك احتجاجاً على توسع إسرائيل في بناء مستوطنات وعمليات الإخلاء القسري في الضفة الغربية المحتلة.

وفي مقال خطّه من سريره في المستشفى في يوليو/ تموز الماضي بعنوان "عام من الألم"، استذكر خوري معاناته من "وجع لا سابق له"، وكتب: "غزة وفلسطين تُضربان بشكل وحشي منذ ما يقارب العام أيضا، وهما صامدتان لا تتزحزحان. إنهما النموذج الذي أتعلم منه كل يوم حب الحياة".

غزة وفلسطين تُضربان بشكل وحشي منذ ما يقارب العام أيضا، وهما صامدتان لا تتزحزحان. إنهما النموذج الذي أتعلم منه كل يوم حب الحياة

وإلى جانب القضية الفلسطينية التي تناولها في روايات عدة، تطرق خوري أيضا إلى الحرب اللبنانية (1975 – 1990) في العديد من أعماله، بينها "الجبل الصغير" في سبعينات القرن العشرين.

كما عُرف عن الياس خوري تأييده لثورات الربيع العربي، وخاصة الثورة السورية، ومطالب شعوبها بالعدالة والحرية والديمقراطية. وكتب الراحل في إحدى مقالاته عام 2013، أنه مع الثورة السورية رغم الإحباط والارتباك والأخطاء، معربًا عن ثقته بأنّ الشعب السوري سينتصر.

أظهر الراحل إلياس خوري تأييدًا للقضية الفلسطينية منذ الشباب - غيتي/ أرشيف
أظهر الراحل إلياس خوري تأييدًا للقضية الفلسطينية منذ الشباب - غيتي/ أرشيف

إلياس خوري.. الأديب والروائي والأكاديمي

ولد خوري عام 1948 بمنطقة الأشرفية في العاصمة اللبنانية بيروت. اهتم بقراءة ثلاثة أنواع، وهي الأدب العربي الكلاسيكي، والنصوص الأدبية المرتبطة بالحداثة، والروايات الروسية لكتاب مختلفين مثل بوشكين وتشيخوف، وفق ما أوردت صحيفة "النهار" المحلية التي تولّى رئاسة تحرير ملحقها الثقافي من عام 1992 إلى عام 2009.

حصل خوري على شهادة الثانوية العامة من ثانوية الرأي الصالح في بيروت عام 1966. وبعدها بعام سافر إلى الأردن وزار مخيمًا للاجئين الفلسطينيين.

كما درس التاريخ في الجامعة اللبنانية وتخرج منها عام 1971، و حصل على الدكتوراه في التاريخ الاجتماعي من جامعة باريس عام 1972. وفي العام نفسه التحق بمجلة المواقف بوصفه عضوًا في فريق التحرير. 

وبالتعاون مع محمود درويش، ترأس تحرير مجلة شؤون فلسطينية بين عامَي 1975 و1979. كما عمل مديرًا لتحرير مجلة الكرمل في أوائل ثمانينيات القرن الماضي، وتولى إدارة تحرير القسم الثقافي في صحيفة السفير ورئاسة تحرير مجلة الدراسات الفلسطينية. 

توفي الروائي إلياس خوري بعد معاناة جراء مشكلات صحية في الأمعاء - صحيفة النهار
توفي الروائي إلياس خوري بعد معاناة جراء مشكلات صحية في الأمعاء - صحيفة النهار

وتقديرًا لجهوده في نشر الثقافة العربية، حاز خوري على جائزة اليونسكو للثقافة العربية لعام 2011.  

وفي رصيد الكاتب اللبناني عدد كبير من الروايات نشر أولها بعنوان "لقاء الدائرة" عام 1975، وكتب خوري"أبواب المدينة" و"الوجوه البيضاء" و"رحلة غاندي الصغير" و"رائحة الصابون" و"يالو" و"سينالكول" و"أولاد الغيتو".

كما كتب رواية "باب الشمس"، التي سردت أحداثها حياة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان منذ نزوحهم عام 1948. وفي عام 2002، أعيد إنتاج الرواية كفيلم سينمائي يحمل اسمها.

وتُرجمت أعمال خوري ونُشرت دوليًا باللغات الكاتالانية والهولندية والإنكليزية والفرنسية والألمانية والعبرية والإيطالية والبرتغالية والنروجية والإسبانية.

المصادر:
وكالات - صحف لبنانية
Close