بعد أكثر من عام على انتشار فيروس كورونا، ما زالت حالات الاكتئاب والخوف والقلق تطال أعدادًا كبيرة من الناس بأشكال مختلفة.
وترى الدكتورة نسرين دباس، المتخصّصة في الطب النفسي وعلاج الإدمان، أن الانتشار المتزايد للوباء بنسخ متحورة يزيد من الخوف والذعر.
كما تلفت إلى أن الأخبار السلبية وأعداد الإصابات والوفيات تؤثر أيضًا على الأفراد وتترك خوفًا وقلقًا.
وفقًا لدباس، فإنّ روتين الحياة، في العمل والدراسة وغيرهما، عوامل تغيرت أيضًا بسبب الجائحة، وهو ما يترك آثارًا سلبية على الناس، لاسيما المراهقين والأطفال.
نقطة نهاية الوباء غير مرئيّة
وتشرح المتخصّصة في الطب النفسي أن الإنسان، عندما لا يرى نقطة نهاية، لن يتمكن من التأقلم مع الوضع. وهو لم يرَ بعدُ نقطة النهاية فيما يتعلق بالفيروس.
كذلك تشير إلى الأثر الكبير للوباء من الناحية الاقتصادية، التي تعد من أهم عوامل القلق وعدم القدرة على التأقلم بسبب عدم الاستقرار المادي.
وتنظر دباس إلى القلق والتوتر باعتبارهما نتيجة طبيعية للظروف التي فرضها الوباء. لكنها تلفت إلى ضرورة الانتباه في حال بدأت هذه الأمور بالتأثير على الحياة والقدرة على ممارسة الأمور الاعتيادية. وتدعو من يبلغ هذه المرحلة لمراجعة معالج نفسي.
الوسواس القهري.. حالة مَرَضيّة
وجراء الوباء، شهدت دباس الكثير من الحالات التي أصيبت بالوسواس القهري، نتيجة خوف الناس من المرض وعلى أحبائهم، وقد بلغ هؤلاء مرحلة أدت لإعاقتهم عن العمل وممارسة الحياة اليومية.
وفي حين يفترض باللقاح أن يخفف من القلق والتوتر، تنبّه المتخصصة بالطب النفسي إلى أنه قد لا يقوم بذلك؛ إذ يخشى الإنسان ما يجهله، وحتى الآن لا تزال هناك مخاوف وتساؤلات حول اللقاحات.
وتدعو من يشعر بالاكتئاب والقلق نتيجة الاخبار السلبية لمحاولة فصل نفسه عن مصادر التوترات التي تؤثر على حياته.