أمرّ رئيس مجلس النواب اللبناني المنتهية ولايته نبيه بري اليوم الإثنين بإنجاز رفع الإجراءات وتخفيف التدابير التي كانت متخذة سابقًا حول مبنى المجلس النيابي قبل انعقاد جلسته المقبلة.
جاء ذلك بعد ساعات من مطلب النائب الجديد في البرلمان إلياس جرادة إزالة جميع السواتر والحواجز التي تعيق دخول الناس إلى ساحة النجمة حيث مبنى البرلمان في وسط العاصمة بيروت.
"لا أسوار "
وغرد جرادة على منصة تويتر مطالبًا بذلك قبل دعوة النواب المنتخبين مؤخرًا إلى عقد جلسة جديدة للتصويت على انتخاب رئيس مجلس جديد، مضيفًا: "إنه بيت الشعب، فلا أسوار تعلو بين نواب الأمة والمواطنين".
ويعد جرادة واحدًا من النواب الجدد الذين يمثلون وجوه ثورة 17 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2019، التي أسقطت حكومة رئيس الوزراء السابق سعد الحريري بعد تسوية بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر، قضت بإيصال الرئيس ميشال عون لرئاسة البلاد، مقابل احتفاظ الحريري برئاسة الحكومة.
وشكل الجدار المؤدي إلى ساحة النجمة حيث مبنى البرلمان عائقًا كبيرًا أمام المنتفضين يومها بسبب سلسلة ضرائب جديدة، حيث استمرت المواجهات بين المحتجين والقوى الأمنية أمامه 4 أشهر متتالية، سعى خلالها اللبنانيون لإسقاط الجدار بغية اقتحام المجلس النيابي وإعلان إسقاط النظام اللبناني.
واعتقل عشرات اللبنانيين بسبب محاولتهم خرق الجدار الفاصل بين شارع بلدية بيروت وساحة النجمة، كما أصيب عدد منهم إصابات مباشرة بالأعين بالرصاص المطاطي، أدت إلى عطب مستدام في النظر.
مصابًا فنائبًا
ومن بين المصابين الذين تلقوا إصابة بالقرب من القلب النائب الفائز مؤخرًا فراس حمدان، البالغ من العمر 32 عامًا الذي حاول خلال الثورة اقتحام المجلس النيابي مع رفاقه. وطالب حمدان فور إعلان فوزه بالانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت في 15 مايو/ أيار الحالي بإزالة الجدار الذي أصيب أمامه.
✨سعادة النائب فراس حمدان عن دائرة الجنوب ٣✨ pic.twitter.com/Wv3jJHZmWN
— Mohamad Kebbi (@Mohamad_Kebbi) May 16, 2022
وفاز حمدان في دائرة الجنوب الثالثة إحدى معاقل حزب الله الذي لم ينجح أحد في خرق لوائحه مع حلفائه في هذه المنطقة منذ دخوله البرلمان.
وقال حمدان في حديث سابق لـ"العربي": إن واحدًا من بين ضحايا القمع الأمني والاشتباك مع السلطة على مدى السنين السابقة أصبح داخل قبة البرلمان. وأشار إلى أن "المعركة الأساسية هي استعادة الكرامة في هذا البلد".
وباتت للجدار رمزية كبيرة بالنسبة إلى الذين شاركوا في الثورة، كما شهد محيطه أكثر من مرة فعاليات لرسومات "الغرافيتي" التي حملت عبارات وشعارات تدين رموز النظام اللبناني.
وفي يناير/ كانون الثاني 2020، قالت مارتا هيرتادو، المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان: "بحسب مصادر موثوقة أصيب أربعة شبان على الأقل بالرصاص المطاطي من مسافة قريبة ما ألحق الأذى الدائم بأعينهم".
ووفق معطيات وردت من الصليب الأحمر اللبناني والدفاع المدني حينها، فإن 377 محتجًا على الأقل أصيبوا بجراح يوم السبت، 18 يناير/ كانون الثاني. وأصيب 90 شخصًا بجراح في اليوم الذي أعقبه، وأشار المكتب الإقليمي لحقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى اعتقال 45 مواطنًا في 18 و19 من الشهر نفسه، وهما اليومين الأكثر عنفًا خلال ثورة عام 2019.