كشف "المؤشر العربي 2022"، الصادر عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" في الدوحة، أن أغلبية الرأي العام العربي ترى أن شعوب المنطقة العربية تشكل أمة واحدة.
كما اعتبرت الأغلبية أنّ إسرائيل والولايات المتحدة هما الدولتان الأكثر تهديدًا لأمن الوطن العربي. وكان الرأي العام العربي شبه متفق على أنّ القضية الفلسطينية هي قضية جميع العرب، وليست قضيّة الفلسطينيين وحدهم. وكان الرأي العام الأردني، والجزائري والموريتاني هو الأعلى على صعيد اعتبار القضية الفلسطينية هي قضية جميع العرب.
ويُعدّ هذا المؤشر، في دورته الثامنة، أضخم مسحٍ للرأي العام في المنطقة العربية. وقد شمل عينة بلغ حجمها 33300 مستجيب ومستجيبة، أُجريت معهم مقابلات شخصية مباشرة، في 14 بلدًا عربيًا.
وللمقارنة، صُنفت بيانات البلدان المستطلعة بحسب أقاليم الوطن العربي الجغرافية، وهي:
- المغرب العربي: موريتانيا، والمغرب، والجزائر، وتونس، وليبيا.
- وادي النيل: مصر، والسودان.
- المشرق العربي: فلسطين، ولبنان، والأردن، والعراق.
- الخليج العربي: السعودية، والكويت، وقطر.
ما تصورات المواطنين حول الوطن العربي؟
ترى نسبة 80% من الرأي العام العربي أنّ شعوب المنطقة تشكل أمّةً واحدة، وإنْ تمايزت الشعوب بعضها عن بعض، مقابل 17% يعتقدون أنها تمثّل أممًا وشعوبًا مختلفة، وبينها روابط ضعيفة.
وكانت التغيرات التي طرأت على هذه النسب عبر السنوات الماضية، طفيفة وليست جوهرية.
ما الدولة الأكثر تهديدًا لأمن الوطن العربي؟
يوافق 59% من الرأي العام العربي على أنّ إسرائيل والولايات المتّحدة هما الدولتان الأكثر تهديدًا لأمن الوطن العربيّ، بينما جاءت في المرتبة الثالثة إيران بنسبة 7%.
وبذلك يقر الرأي العام العربي بأنه يمكن الحديث عن أمن للوطن العربي وتحديد الدول الأكثر تهديدًا لأمنه.
مصادر تهديد أمن المنطقة واستقرارها
سُئل المستجيبون عن مدى تهديد سياسات بعض القوى لأمن المنطقة واستقرارها. وأظهرت النتائج أنّ الرأي العامّ متوافق بما يقارب الإجماع، وبنسبة 84%، على أن سياسات إسرائيل تهدّد أمن المنطقة العربية واستقرارها.
كما توافق 78% من الرأي العامّ على أن السياسات الأميركية تهدّد أمن المنطقة واستقرارها. وأفاد 39% أن سياسات تركيا تمثل مصدر تهديد لأمن استقرار المنطقة العربية، مقابل 54% رأوا عكس ذلك.
ورأى 37% من الرأي العام العربي أن سياسات الصين تهدد أمن المنطقة واستقرارها.
كما عبّر 57% من المستجيبين عن اعتقادهم بأن السياسات الإيرانية تهدّد أمن المنطقة واستقرارها، بينما كانت النسبة 57% فيما يتعلق بالسياسات الروسية، و53% بالنسبة للسياسات الفرنسية.
وتظهر هذه النتائج على نحو جلي أنّ الرأي العامّ يرى أن سياسات إسرائيل هي المصدر الأكثر تهديدًا لاستقرار المنطقة وأمنها.
كيف يتعامل المواطن العربي مع القضية الفلسطينية؟
كان الرأي العامّ العربيّ، بحسب المؤشر، شبه متوافق (76%) على أنّ القضيّة الفلسطينيّة هي قضيّة جميع العرب، وليست قضيّة الفلسطينيين وحدَهم. واحتل الرأي العامّ الأردني، والجزائري، والموريتاني الترتيب الأعلى على صعيد اعتبار القضية الفلسطينية هي قضية جميع العرب.
هل يقبل العرب أن تعترف بلدانهم بإسرائيل؟
يرفض 84%من المستجيبين أن تعترف بلدانهم بإسرائيل، مقابل 8% أفادوا بأنهم يقبلون اعتراف بلدانهم بإسرائيل. واشترط نصف الذين وافقوا على أن تعترف بلدانهم بإسرائيل أن يجري إنشاء دولة فلسطينية مستقلة.
وعلى الرغم من كل التطورات السياسية مع اتفاقات التطبيع التي عقدت مع الإمارات، والبحرين، والمغرب، والسودان، فإن نسبة الذين وافقوا على الاعتراف بإسرائيل قد ارتفعت في مؤشر 2022 درجتين مئويتين مقارنة بنتائج مؤشر 2019/ 2020.
وجاءت أعلى نسبة رفض للاعتراف بإسرائيل في الجزائر وموريتانيا بنسبة 99% في كلتيهما، تليهما ليبيا بنسبة 96%، ثم فلسطين بنسبة 95% والأردن 94% والعراق 92% وتونس 90%.
وبحسب الأقاليم، كان رفض الاعتراف بإسرائيل الأعلى في منطقة المشرق العربي وبعدها المغرب العربي، إذ إن أكثر من ثلثي مستجيبي المغرب والسودان عبروا عن رفضهم الاعتراف بإسرائيل، بينما كانت نسبة التأييد 20% أو أقل، ويلاحظ ارتفاع نسبة الذين أفادوا أنهم لا يعرفون في هذين البلدين.
كما تجدر الإشارة إلى أن 57% من السعوديين لم يبدوا رأيهم في السؤال، ورفض 38% الاعتراف بإسرائيل، مقابل 5% وافقوا على ذلك.
فسّر الذين يعارضون الاعتراف بإسرائيل موقفهم بمجموعة من العوامل والأسباب، يرتبط معظمها بالطبيعة الاستعمارية والعنصرية والتوسعيّة لإسرائيل، ونتيجة لاستمرارها في احتلال الأراضي الفلسطينية، وغابت التفسيرات الثقافية أو الدينية.
وتشير الأسباب التي أوردها المستجيبون بوضوح إلى أنه ليس من المنتظر أن يتغير الموقف من الاعتراف بإسرائيل ما دامت هذه الطبيعة الاستعمارية قائمة.
كيف يقيّم العرب سياسات القوى الدولية والإقليمية نحو فلسطين؟
-
السياسات التركية
انقسمت اتجاهات الرأي العام نحو تقييم السياسات التركية تجاه فلسطين بين من يراها إيجابية بنسبة 43% ومن يراها سلبية بنسبة 41%.
وكانت منطقة الخليج العربي هي أكثر من قيّمت السياسات التركية تجاه فلسطين على نحو إيجابي.
-
السياسات الأميركية
أما على صعيد السياسات الأميركية تجاه فلسطين، فقيّمتها الأغلبية (77%) في المنطقة العربية على نحو سلبي، مقابل 11% فقط قيمتها على نحو إيجابي.
ويكاد الرأي العام الفلسطيني يجمع على سلبية السياسات الأميركية تجاه فلسطين، بنسبة 92%.
وعلى الرغم من أن الرأي العام في الأقاليم المختلفة متشابه في تقييم السياسات الأميركية نحو فلسطين، فإن مواطني المشرق العربي أكثر من قيموا السياسات الأميركية تجاه فلسطين على نحو سلبي.
-
السياسات الإيرانية
وقيّم الرأي العام العربي السياسة الخارجية الإيرانية تجاه فلسطين تقييمًا سلبيًا بنسبة 52%، مقابل 31% أفادوا أنها إيجابية.
وانقسم الرأي العام الفلسطيني في تقييم السياسات الإيرانية تجاه فلسطين؛ فقد قيّمها 42% من المستجيبين على نحو إيجابي في مقابل 41% قيّموها على نحو سلبي.
وكان مستجيبو إقليم منطقة وادي النيل أكثر من قيّم السياسات الإيرانية تجاه فلسطين على نحو سلبي.
-
السياسات الروسية
أما تقييم المواطنين العرب للسياسات الروسية نحو فلسطين، فهو يتسم أيضًا بالسلبية؛ إذ يوافق أكثر من نصف الرأي العام العربي (58%) على سلبية السياسات الروسية تجاه فلسطين، مقابل 23% يرونها إيجابية.
ورأت أكثرية الفلسطينيين أن السياسات الروسية تجاه فلسطين سلبية.
وسجل المغرب العربي أعلى نسبة في التقييم السلبي للسياسات الروسية تجاه فلسطين.
-
السياسات الفرنسية
أما بالنسبة للسياسات الفرنسية، فقد توافق الرأي العام العربي بنسبة 61% على سلبيتها تجاه فلسطين، مقابل 21% قيموها إيجابية.
ورأى الفلسطينيون بأغلبية 66% أن السياسات الفرنسية تجاه بلدهم سيئة أو سيئة جدًا.
وكان المستجيبون في المغرب العربي أكثر من قيموا السياسات الفرنسية تجاه فلسطين على نحو سلبي.
كيف يرى المواطن العربي الحرب الروسية/ الأوكرانية؟
في إطار التعرّف إلى اتجاهات الرأي العام في المنطقة العربية نحو الأزمة الروسية/ الأوكرانية، تشير النتائج إلى موافقة 44% من الرأي العام العربي على أن إعلان روسيا الحرب على أوكرانيا كان غير مبرر، مقابل 19% أفادوا بأنه مبرر، و37% أفادوا أنهم لا يعرفون أو رفضوا الإجابة.
وعبرت أكثرية الرأي العام الكويتي، والقطري، والمصري، والعراقي، والتونسي، والأردني عن أن هذه الحرب غير مبررة.
للاطلاع على التقرير الكامل لنتائج المؤشر العربي 2022