حرصت الدول الغربية في الذكرى الثانية لبدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، على تأكيد استمرار دعمها لكييف سياسيًا ودبلوماسيًا وعسكريًا.
وقد عقد مجلس الأمن جلسة أمس الجمعة للمناسبة، وأكدت دول غربية على أن الهجمات الروسية على أوكرانيا تنتهك ميثاق الأمم المتحدة، داعية روسيا إلى الانسحاب من الأراضي الأوكرانية وإنهاء الحرب.
واعتبر وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورن، أن روسيا وحدها هي التي تريد الحرب في أوكرانيا، فيما هاجم وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واتهمه بغزو دولة ذات سيادة في الأمم المتحدة، "دون أي سبب مشروع أو تهديد من أوكرانيا".
بدورها، قالت الممثلة الدائمة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد: "إن بوتين يحاول إعادة كتابة التاريخ بالأكاذيب. وبهذه الطريقة، يريد كسر مقاومة الشعب الأوكراني والمجتمع الدولي"، مؤكدة على أنه "لا ينبغي السماح بحدوث ذلك"، مذكرة المجتمع الدولي بأنه يجب أن يدعم أوكرانيا.
ومن جهته، قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا: "إن الغرب يواصل ضخ الأسلحة إلى أوكرانيا"، معتبرًا أن الحكومة الأوكرانية "تفتقر إلى الاستقلال و فاسدة".
ورأى أن الاتحاد الأوروبي يدور في فلك الولايات المتحدة، ويواصل دعايته المناهضة لروسيا، ويدفع ثمنًا ماليًا باهظًا للغاية.
أما وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، فقال إن اسم روسيا بات مرادفًا "للعدوان وجرائم الحرب والهمجية". وأشار إلى أنه فقط من خلال العمل الجماعي يمكن وقف "المعتدي" وإعادة بناء السلام والأمن الدوليين.
وفي الذكرى الثانية لبدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، وصل أربعة من الزعماء الغربيين بينهم رؤساء وزراء كندا وبلجيكا وإيطاليا إلى كييف اليوم السبت لإظهار التضامن مع أوكرانيا.
ومن المقرر أن تستضيف رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني مؤتمرًا عبر الفيديو في وقت لاحق اليوم من كييف، يشارك فيه قادة مجموعة الدول السبع الكبرى وكذلك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي وجهت له دعوة للانضمام إلى النقاش.
حزمة مساعدات بريطانية لكييف
إلى ذلك، أعلنت المملكة المتحدة عن حزمة قيمتها 245 مليون جنيه استرليني لمساعدة أوكرانيا على تجديد مخزون ذخيرتها.
وقالت وزارة الدفاع البريطانيّة في بيان: إنّ هذه المساعدة تهدف إلى "تنشيط سلاسل الإمداد لإنتاج ذخيرة المدفعيّة التي تشتدّ حاجة أوكرانيا إليها لزيادة مخزوناتها".
وكان رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك قد وعد الجمعة، بأن تقف لندن إلى جانب كييف "طالما استغرق الأمر من وقت"، مشددًا على أنّ "الطغيان لن ينتصر أبدًا"، وفق تعبيره.
وفي المواقف أيضًا، اعتبر المستشار الألماني أولاف شولتس أن "أوروبا بحاجة إلى تعزيز دفاعاتها والتأكد من قدرتها على الصمود في وجه أي هجوم عسكري من الخارج".
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فحذر السبت نظيره الروسي فلاديمير بوتين، من أنّ دعم فرنسا لأوكرانيا لن "يضعف" وأنّه لا ينبغي له "التعويل" على "تعب الأوروبيين".
وأضافت الرئاسة الفرنسيّة أنّ "نتيجة هذه الحرب ستكون حاسمة بالنسبة إلى المصالح والقيم والأمن الأوروبي".