عبر مجلس الأمن الدولي عن "قلقه العميق" إزاء هجوم وشيك تجهز له قوات الدعم السريع بالسودان على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، في وقت تتعالى التحذيرات من اندلاع القتال هناك حيث تتركز المساعدات الإنسانية.
واندلعت الحرب في السودان قبل عام بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، مما تسبب في حدوث أكبر أزمة نزوح في العالم.
تحذيرات من القتال في الفاشر
الفاشر هي آخر مدينة كبرى بإقليم دارفور الشاسع بغرب السودان لا تخضع لسيطرة قوات الدعم السريع.
واجتاحت قوات الدعم السريع وحلفاؤها أربع عواصم ولايات أخرى بدارفور العام الماضي.
وتواجه تلك القوات اتهامات بالضلوع في حملة من عمليات قتل ذات دوافع عرقية بحق جماعات غير عربية وغيرها من الانتهاكات في غرب دارفور.
وعبر مجلس الأمن في بيان عن "قلقه العميق إزاء الهجوم الوشيك لقوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها" على مدينة الفاشر.
وحذر مسؤولون كبار بالأمم المتحدة مجلس الأمن الأسبوع الماضي من أن نحو 800 ألف شخص في الفاشر معرضون "لخطر شديد ومباشر" مع تفاقم أعمال العنف والتهديد "بإطلاق العنان لصراع طائفي دموي في جميع أنحاء دارفور".
ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو في أبريل/نيسان 2023، تجددت أعمال العنف في إقليم دارفور.
الفاشر معقل المساعدات الإنسانية
وتشكل الفاشر مركزًا للمساعدات الإنسانية في دارفور، حيث يعيش ربع سكان السودان البالغ عددهم 48 مليون نسمة.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، شدّد يوم الجمعة الماضي على أن الهجوم على الفاشر "ستكون له عواقب كارثية على السكان المدنيين"، موضحًا أن "تصعيد التوترات" يحدث "في منطقة على شفير المجاعة".
وتضم المدينة عددًا كبيرًا من اللاجئين، وبقيت حتى الآن في منأى نسبي عن المعارك، لكن القرى المحيطة بها تشهد مواجهات وقصفًا منذ منتصف الشهر الجاري.