أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن مستقبل بلاده يتوقف على نتيجة المعارك الجارية شرقًا، بما يشمل المعارك في مدينة باخموت وحولها.
وقال زيلينسكي في خطابه الليلي أمس، والذي دأب على إلقائه منذ بدء الحرب قبل أكثر من عام: "الوضع صعب جدًا في الشرق، مؤلم جدًا. علينا تدمير القوة العسكرية للعدو، وسندمرها".
وأتت تصريحات زيلينسكي في الوقت الذي يتحدث فيه كل من طرفي الحرب عن قتال وحشي في المدينة الشرقية الصغيرة، بينما تكثف روسيا حملتها الشتوية للسيطرة عليها.
وأصبحت مدينة باخموت التعدينية المدمرة هدفًا رئيسيًا للقوات الروسية، وباتت تشهد بفعل القتال المستمر على مدى أشهر للسيطرة عليها، أكثر معارك المشاة دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
حرب خنادق و"مفرمة لحم"
وفي ساحة المعركة قال جنود أوكرانيون، أمس الإثنين، إنهم يصدون هجمات قرب كريمينا شمالي باخموت.
وأدت حرب الخنادق، التي يصفها الجانبان بأنها "مفرمة لحم"، لوقوع عدد هائل من القتلى في باخموت بمنطقة دونيتسك، حيث أعلن كلا الجانبين مقتل المئات من قوات "العدو".
وتقول روسيا إن السيطرة على باخموت ستفتح الطريق أمام السيطرة على منطقة دونيتسك بالكامل، وهي هدف حربي رئيسي. وتقول أوكرانيا، التي قررت عدم الانسحاب والدفاع عن باخموت، إن انهاك الجيش الروسي الآن سيسهل عليها هجومها المضاد في وقت لاحق هذا العام.
مئات القتلى من الجانبين.. و"فاغنر" تعلن قرب سيطرتها على مدينة #باخموت تقرير: جهاد العدوان#روسيا #أوكرانيا pic.twitter.com/P9VKsYzhR7
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 12, 2023
المحكمة الجنائية الدولية
وفي الوقت الذي تستعر فيه المعارك شرق البلاد، كشفت مصادر لوكالة "رويترز" أنه من المتوقع أن تسعى المحكمة الجنائية الدولية لاستصدار أوامر اعتقال لمسؤولين روس بسبب ترحيل أطفال من أوكرانيا قسرًا، بالإضافة إلى استهداف البنية التحتية المدنية، في ما سيمثل أولى قضايا جرائم حرب دولية تتعلق بالهجوم الروسي على أوكرانيا.
وتتهم أوكرانيا والدول الغربية الحليفة لها روسيا بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" عبر استهدافها للمدنيين والبنية التحتية المدنية، وهي اتهامات تنفيها روسيا، كما تنفي نقلها أوكرانيين قسرًا. لكنها لم تخف برنامجًا أخذت بموجبه آلاف الأطفال إلى داخل أراضيها، فيما تصورها على أنها حملة إنسانية لحماية الأيتام، والأطفال المتروكين في منطقة الصراع.
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش، كشفت في تقرير لها أمس أن "آلافًا على الأقل من الأطفال الأوكرانيين" المودعين في مؤسسات للرعاية نقلوا إلى روسيا أو الأراضي التي تسيطر عليها في أوكرانيا وهو ما يشكل "جريمة حرب"، مستندة إلى تصريحات للسلطات الروسية وكذلك لناشطين ومحامين أوكرانيين.
وتقول أوكرانيا إن آلاف الأطفال الأوكرانيين المرحلين تتبناهم أسر روسية، ويعيشون في مخيمات وملاجئ ويتم منحهم جوازات سفر روسية، وتنشئتهم على رفض الجنسية الأوكرانية.
7 آلاف طفل أوكراني نُقلوا إلى مناطق تخضع لسيطرة #روسيا.. هيومن رايتس ووتش تدق ناقوس الخطر بشأن عواقب الحرب على الأطفال في #أوكرانيا 👇 pic.twitter.com/BYclj1hXeG
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 13, 2023
"أداة للاستعمار"
وقال مصدر إن المحكمة الجنائية الدولية، التي فتحت تحقيقًا في وقوع جرائم حرب في أوكرانيا العام الماضي، من المنتظر أن تسعى لاستصدار أوامر اعتقال بحق مسؤولين روس على صلة بالصراع "في المدى القريب" .
وأضاف أنه لم تتضح بعد هوية المسؤولين الروس الذين قد يسعى المدعي العام بالمحكمة لاستصدار أوامر للقبض عليهم، أو الموعد المحتمل لاستصدار مثل تلك الأوامر، لكنها ستتضمن جريمة الإبادة الجماعية.
وقال نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشيوف إن المحكمة الجنائية الدولية لا سلطة لها على روسيا منذ سحبت تأييدها في 2016. وأضاف: "المحكمة الجنائية الدولية هي أداة للاستعمار الجديد في أيدي الغرب".