الثلاثاء 19 نوفمبر / November 2024

حر في الشتاء واختفاء للثلوج.. هل يستمر ارتفاع الحرارة في أوروبا؟

حر في الشتاء واختفاء للثلوج.. هل يستمر ارتفاع الحرارة في أوروبا؟

شارك القصة

فقرة من "صباح جديد" تسلط الضوء على انعكاسات ارتفاع الحرارة في الشتاء بأوروبا على المنظومة البيئية (الصورة: العربي)
تشهد أوروبا ارتفاعًا قياسيًا لدرجات الحرارة في فصل الشتاء حيث وصلت إلى 20 درجة في عدة دول أوروبية وهي المعروفة بدرجات حرارة تحت الصفر خلال هذا الفصل.

فوجئت أوروبا بموجة حرّ هي الأعلى درجة على الإطلاق في أيّ شتاء، حيث وصلت درجة الحرارة إلى 20 درجة مئوية خلال فصل الشتاء في مناطق مختلفة من القارة العجوز.

فالاضطرابات في درجات الحرارة غير مسبوقة في أوروبا، وسط شتاء دافئ وفي كثير من المناطق كانت معدلات درجات الحرارة ليلاً خلال الأيام القليلة الماضية تزيد عن نظيراتها الصيفية في شهر يوليو/ تموز.

وعلى نحو غريب، بلغت درجة الحرارة في بولندا، والدنمارك وهولندا ولاتفيا وليتوانيا وبيلاروسيا وجمهورية التشيك مستويات قياسية.

اضطرابات غير مسبوقة في درجات الحرارة في أوروبا
اضطرابات غير مسبوقة في درجات الحرارة في أوروبا - العربي

ورصدت مئات محطات الأرصاد الجوية في أنحاء أوروبا، أعلى درجات حرارة يومية لها على الإطلاق خلال شهري ديسمبر/ كانون الأول ويناير/ كانون الثاني، بحسب المنظمة العالمية للأرصاد.

ومع انحسار الجليد في جبال الألب، كان طبيعيًا أن توصد كثير من منتجعات التزلج أبوابها أمام رواد هذه الرياضة، وتبدو المنتجعات في صورتها الراهنة مليئة بالعشب الأخضر، باستثناء شريط من الجليد الصناعي.

انحسار الجليد في جبال الألب
انحسار الجليد في جبال الألب - العربي

وضرب هذا الطقس الجنوني أوروبا بعد أيام معدودة من تعرض الولايات المتحدة لموجة طقس شديد البرودة.

وتعزو المنظمة العالمية للأرصاد هذا التغير في درجات الحرارة إلى تكون نطاق عال الضغط فوق منطقة البحر المتوسط.

وجلبت رياح جنوبية هواء دافئًا من شمال وغرب إفريقيا إلى مناطق خطوط العرض الوسطى، وفي الطريق مر الهواء على شرقي المحيط الأطلنطي، حيث درجات الحرارة فوق سطح البحر تزيد على المعتاد بدرجة إلى درجتين مئويتين بل حتى أدفأ من ذلك قرب سواحل إسبانيا والبرتغال.

ظاهرة ستحدث باستمرار في المستقبل

وفي هذا الإطار، يوضح المختص في التنمية والسياسات البيئية حسان التليلي أن خبراء المناخ واللجنة الدولية التي تعنى بالتغير المناخي كانت تشرح في تقاريرها الظرفية التي تصدر منذ عشرات السنوات أن موجات الحرارة غير العادية في فصل الشتاء، هي ظاهرة ستحدث باستمرار في المستقبل.

ويشير في حديث لـ"العربي" من العاصمة الفرنسية باريس، إلى وجود ظاهرتين في كندا والولايات المتحدة، الأولى ضغط جوي مرتفع يأتي من المنطقة القطبية الشمالية باتجاه الجنوب، وأخرى ظاهرة ضغط جوي تأتي من الجنوب من المحيط الهادئ، موضحًا أن تساقط الثلوج في كندا وأميركا بدأ عند التقاء هاتين الظاهرتين، لأن الظاهرة الآتية من الشمال أقوى بكثير وتتجاوز جبالا وسهولا باردة في الأصل.

أما في أوروبا فإن الضغط الهوائي جاء من الشمال ويمر عبر سهول وعبر بحر الشمال ذي الحرارة الدافئة، مشيرًا إلى أن الضغط الجوي القادم من إفريقيا يحتوي على حرارة شديدة جدًا ما ينعكس على الدفء غير العادي في أوروبا، حسب التليلي.

"انعكاسات سلبية"

وينبه التليلي إلى أن ارتفاع الحرارة له انعكاسات سلبية كبيرة، مشيرًا إلى أن كثيرًا من الشركات المتخصصة في التزلج تجد منذ حوالي 20 عامًا صعوبات كبيرة، حيث تم اللجوء إلى الثلج الاصطناعي، كما أن كثيرًا من منشآت التزلج أغلقت هذا العام بسبب ارتفاع تكلفة الطاقة.

ويردف أن المحاصيل الزراعية والحيوانات ستتضرر نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، التي ستؤثر أيضًا على البيئة والأمن الغذائي والمنشآت الاقتصادية، مشددًا على ضرورة التكيف والتأقلم عبر سياسات جديدة.

ويرى التليلي أن صورة النظام البيئي في المستقبل قاتمة، مشيرًا إلى أن منظمة الأمم المتحدة تركز منذ سنوات عديدة على ضرورة التزام سياسات للحد من الانبعاثات وعلى ضرورة التزام سلوكيات استهلاك.

ويبين التليلي أنه يمكن استخدام التقنيات النووية لأغراض مدنية في المجال الزراعي لمحاولة تخصيب الأرض والأتربة، لكنه حل جزئي، مشيرًا إلى أن الحل الأساسي يمر عبر سياسات جديدة للحد من الانبعاثات الحرارية التي مصدرها الوقود الأحفوري، وتغيير سلوكيات الإنتاج والاستهلاك.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close