يكثّف "حزب الله" منذ يوم أمس الجمعة، عملياته ضد عدة أهداف تابعة للجيش الإسرائيلي عند الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، في وقت دعا ضباط إسرائيليون إلى تصعيد الردّ على الحزب، وسط توقّعات داخلية بغزو لإسرائيل خلال عامين.
واليوم السبت، أعلن "حزب الله" قصف موقع راميا بالأسلحة الصاروخية وقذائف المدفعية، ومبنى يتموضع فيه جنود الاحتلال الإسرائيلي في مستعمرة المطلّة، والتجهيزات التجسسية المستحدثة في موقع جلّ العلام بالأسلحة المناسبة، وتحقيق إصابات مباشرة.
وأمس الجمعة، استهدف الحزب ثكنة يفتاح بالأسلحة الصاروخية وراجمة فلق، ومستوطنة كريات شمونة بصلية من صواريخ الكاتيوشا، وقاعدةَ خربة ماعر ومرابض مدفعيتها بصلية من صواريخ الكاتيوشا، والتجهيزات التجسّسية المستحدثة في موقع مسكفعام، وموقع السماقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة.
وتحدثت القناة الثانية عشرة الإسرائيلية عن أضرار في مبان أصيبت بصاروخين مضادين للدروع أطلقا من لبنان باتجاه المطلة في إصبع الجليل.
كما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي وقوع "أضرار جسيمة" إثر إطلاق قرابة 35 صاروخًا من جنوبي لبنان نحو كريات شمونة.
ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية مشاهد للحرائق التي اندلعت في مستوطنة كريات شمونة.
وأوضحت أنّ "مساحات واسعة تحترق جراء إطلاق صواريخ من قبل حزب الله على كريات شمونة"، مضيفة أنّ "التلال بأكملها مشتعلة والحرائق مستمرة، إضافة إلى تضرّر عشرات المنازل والمركبات جراء قصف حزب الله".
مزيد من التصعيد ضدّ "حزب الله"
وبعد هذه الضربات، اقترح ضباط إسرائيليون كبار تصعيد الردّ الإسرائيلي على الضربات التي يشنّها "حزب الله" على مستوطنات الشمال، معتبرين أنّ هذه الضربات أدت لأضرار من شأنها أن تؤخر عودة الإسرائيليين إلى الشمال.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن الضباط قولهم إنّ سكان مستوطنات الشمال الذين أخلتهم السلطات الإسرائيلية من منازلهم "لن يجدوا منازل يعودون إليها بسبب تصاعد ضربات حزب الله"، مشيرين إلى أنّ الحزب يردّ على القصف الإسرائيلي بقصف مباشر ويُسبّب أضرارًا كبيرة.
واقترحوا أن تردّ إسرائيل بتصعيد هجماتها لمضاعفة التدمير الذي تُلحقه بالقرى والبلدات اللبنانية.
ووفقًا لدراسة شملت 340 مستوطنًا في الشمال، ونشرها موقع "غلوبس" الإسرائيلي، أكد 74% أنّهم لن يعودوا إلى منازلهم من دون ما أسموه "حل أمني".
تحذير من قدرات "حزب الله"
من جهته، حذّر رئيس قسم الأبحاث في مركز "ألما" الإسرائيلي للدراسات تل بيري من قدرات "حزب الله" العسكرية، مشيرًا إلى أنّ "قوة الرضوان" التابعة للحزب يُمكنها غزو إسرائيل.
واعتبر بيري في تقييم أمني للمركز نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أنّ "حزب الله" مستعدّ لأي حرب مع إسرائيل في أي لحظة ويستمرّ بتعزيزاته العسكرية على الحدود الجنوبية للبنان، مؤكدًا أنّ أي "اتفاق دبلوماسي لن يؤدي إلا إلى كسب بعض الوقت حتى غزو إسرائيل، والذي قد يحدث في نهاية عام 2026".
وقال بيري خلال مؤتمر حول التحديات الأمنية على الجبهة الشمالية لإسرائيل: "حتى الآن لم يضرب الجيش الإسرائيلي أنظمة حزب الله المهمة".
وأضاف أنّه "حتى لو سعت الحكومة إلى التوصّل إلى اتفاق دبلوماسي، فإنّها لن تؤدي إلا إلى تأجيل الحرب التي ستندلع متى شاء حزب الله وبشروطه؛ وفي تقديري، في موعد لا يتجاوز نهاية عام 2026".
كما سلّط بيري الضوء على التهديدات الأمنية المتطورة من "حزب الله"، مشيرًا إلى تطويره المستمر للقدرات العسكرية، وخاصة مشروع الصواريخ الموجهة، إضافة إلى امتلاكه "ترسانة يبلغ مجموعها حوالي 250 ألف ذخيرة مختلفة، بينما يتمّ إطلاق هذه الصواريخ غالبًا من منصات إطلاق تحت الأرض ومموهة".
وأطلق تحذيرًا شديدًا حول قدرات "فرقة الرضوان" التابعة للحزب، معتبرًا أنّها "إذا اختارت ذلك، بإمكانها تنفيذ خطة غزو أكثر محدودية في الشمال، تشمل 100 إلى 200 عنصر على منطقة أصغر مما كان معدًا سابقًا قبل عملية طوفان الأقصى".
وأكد بيري أنّ "قوة الرضوان لا تزال تشكل تهديدًا وتحديًا واضحًا وفوريًا، فيما يتعلق بأي غزو للأراضي الإسرائيلية".
ومنذ الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وردًا على الحرب الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة، يتبادل "حزب الله" وفصائل فلسطينية في لبنان مع جيش الاحتلال، قصفًا يوميًا متقطعًا عبر الحدود، خلّف مئات القتلى والجرحى من الطرفين.