بعد انهيار الأنظمة الشيوعية في أوروبا بدأت يوغسلافيا بالتفكك، بداية من انفصال سلوفينا ثم كرواتيا، وصولًا إلى البوسنة والهرسك.
وأعلن البوسنيون استقلالهم بعد إجرائهم استفتاء شعبيًا رفضه الصرب، وقام هؤلاء بفرض حصار عسكري على سراييفو عاصمة البوسنة استمر من 5 أبريل/ نيسان 1992 وحتى 29 فبراير/ شباط 1996، شن فيه الصرب حربًا شرسة ضد سراييفو.
قاوم أهالي سراييفو العدوان الصربي، وشكلوا جيشًا شعبيًا وصمدوا حتى قام المجتمع الدولي بالتدخل العسكري وأنهى الحصار.
أهداف الحرب
ويعتقد أستاذ العلوم السياسية في جامعة سراييفو البروفيسور نرزوق جوراك أن سبب اندلاع الحرب هو "أطماع الصرب التوسعية".
ويضيف في حديث إلى "العربي" أن هدف الصرب بالدرجة الأولى كان تدمير البوسنة ومن ثم ضمها لتكون جزءًا من الدولة الصربية الكبرى.
ويتابع: "الهدف الثاني هو محاولة الصرب انتزاع هوية البوشناق المسلمين تمامًا في البوسنة والهرسك وتركهم بلا قيمة، وتحويلهم إلى أقلية دينية غير مؤثرة".
وأوضح أن كل أهالي وسكان سراييفو كانوا يعيشون تحت الخطر اليومي من قصف المدفعية ورصاص القناصة.
تطور المقاومة البوسنية
من جهته، روى وهبي ماكيش إمام مسجد في البوسنة كيف هب أهالي البوسنة للدفاع عن أنفسهم. وقال لـ"العربي": "كنا نصنع الأسلحة بأيدينا، صنعنا بنادق كثيرة جدًا صغيرة وكبيرة من أنابيب المياه. الكثير من سكان المنطقة كانوا يعملون في أكبر مصنع صواريخ في يوغسلافيا سابقًا".
أما جواد عليتيتش، فأكد أن المقاومة البوسنية في البداية "لم ترق إلى مستوى جيش، فقد كانت عبارة عن دفاع عن النفس، ولكن بعد سنتين تحولت إلى جيش منظم".
ويشدد ماكيش على أن غالبية من قتل من الصرب في الحرب هم من المقاتلين المحاربين، بينما معظم القتلى في صفوف البوشناق كانوا من المدنيين والنساء والأطفال والمسنين.
ويتفق الدكتور يوسف حاجير، مدير ومؤسس مشفى "دوبرينا" أيام حصار سراييفو، مع ما ذهب إليه ماكنيش.
ويؤكدد حاجير، في حديث إلى "العربي" أن ما نسب إلى البوشناق من انتهاكات وجرائم حرب لا تقاس بما فعله الصرب.
ويقول إن بعض الأفراد ممن قتلوا ذويه أقدموا على ارتكاب انتهاكات كـ"تفاعل شخصي، ولكن ليس بأمر من السلطة".