يشاهد الأطفال مشاهد الدمار والقصف والجرحى على شاشات التلفزة ومواقع التواصل الاجتماعي؛ فيتأثرون بما يتابعونه ويطرحون التساؤلات عما يشاهدون.
هل يجب إخفاء الحقائق؟
يعتبر الأهل في بعض الأحيان أن إخفاء الحقائق الوسيلة المثلى لتجنب تفسير مشاهد الإجرام والحرب. وهو ما تعتبره المعالجة النفسية رانيا سليمان، معالجة خاطئة، وغير مفيدة للوضع.
وتقول سليمان في حديث إلى "العربي": "إن الأطفال على دراية بما يدور حولهم، ولا يجب أن ندخل في وضعية الإنكار لما يحدث، وإنما علينا أن نتعاطى مع هذه المفاهيم، ولا سيما مفهوم التدمير وتفعيل غريزة فناء الآخر، بشكل علمي ومدروس حتى نهبط إلى مستوى فهم الأطفال ونصعد تدريجيًا لإيصال الفكرة".
كيف نجيب عن تساؤلات الأطفال؟
وتشير سليمان إلى أن الطريقة الفضلى للإجابة عن تساؤلات الأطفال هي "التفسير بواقعية، عبر إخبارهم أن هناك أفعالًا مسيئة يقوم بها بعض البشر، وتحصل الأشياء المؤلمة نتيجة تصرفات بعض البشر السيئة". وتؤكد على أهمية استخدام مصطلحات ملائمة للفئة العمرية للطفل.
كما يجب التدرج في شرح الوقائع من تدمير الأشياء إلى قتل الأطفال. بحسب سليمان. ويجب أن نتمكن من توليد شعور الأمان لدى الطفل عندما يشاهد صور قتل الأطفال بالقول: "ذاك الطفل لم يكن بأمان لكن أنت بأمان الآن".
إثارة الجدلية الإنسانية
كذلك يُفترض أن نثير الجدلية الإنسانية وليس السياسية لدى الأطفال، عندما نتحدث عن الحروب وغيرها من المواقف المصاحبة، بحسب سليمان.
ويترتب على الأهل شرح المواقف بموضوعية، لكي يتحقق التوازن النفسي والإيديولوجي، ويرتفع الوعي بأهمية السلوك الإيجابي والتعاطي مع الآخر بإنسانية، وإدراك الاختلاف باعتباره أمرًا غير ملزم لإقصاء الآخر، لدى هؤلاء الأطفال.
وتقول سليمان: "يجب أن نقلل من تعرض الأطفال لهذه المشاهدات، والانتباه لما يشاهدون إذا أمكن"، رغم صعوبة ذلك.