Skip to main content

حقائق ومفارقات تاريخية.. ما لا تعرفونه عن المناظرات الرئاسية الأميركية

الأربعاء 29 مايو 2024
قد تبدو المناظرات الرئاسية أمرًا مفروغًا منه في كل موسم انتخابي، إلا أنّ هذا التقليد حديث نسبيًا في التاريخ الأميركي - غيتي

تُعتبر المناظرات الرئاسية الأميركية تقليدًا حاسمًا في سعي المرشّحين للوصول إلى البيت الأبيض، لما لها من تأثير إعلامي ونفسي على الناخبين، فأي خطأ في أداء المرشّح سواء بكلمة أو حركة قد يُكلّفه منصب الرئاسة.

ففي 27 يونيو/ حزيران المقبل، يخوض الرئيس الأميركي جو بايدن ومنافسه الجمهوري دونالد ترمب أول مناظرة بينهما لعام 2024، استعدادًا للانتخابات الرئاسية المقرّرة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

وعادة ما تُنظّم ثلاث مناظرات بين المرشّحين خلال الحملة الانتخابية الرئاسية، تتناول السياسة الداخلية والخارجية للمرشّح.

حقائق عن المناظرات الرئاسية الأميركية

قد تبدو المناظرات الرئاسية أمرًا مفروغًا منه في كل موسم انتخابي، إلا أنّ هذا التقليد حديث نسبيًا في التاريخ الأميركي.

فقد كان لمناظرات كينيدي ونيكسون عام 1960 تأثير كبير على نتائج الانتخابات، وأدخلت حقبة جديدة من السياسة التي ركّزت على الصورة العامة والظهور الإعلامي.

وفي هذا الإطار، رصد موقع "هيستوري" (history.com) سبع حقائق مدهشة حول تاريخ المناظرات الرئاسية الأميركية.

1- تاريخ المناظرات الرئاسية حديث نسبيًا

في السنوات الأولى من عمر الولايات المتحدة، كان المرشّحون الرئاسيون يعتبرون أنّه من غير اللائق القيام بحملات انتخابية، ناهيك عن مناظرة خصومهم.

لكن في 26 سبتمبر/أيلول 1960، عُقدت أول مناظرة تلفزيونية منقولة مباشرة إلى الجمهور بين السيناتور الديمقراطي جون ف. كينيدي ونائب الرئيس الجمهوري ريتشارد نيكسون، وقد جرت في شيكاغو.

وعلى الرغم من العدد الهائل من الجماهير الذين تابعوا مناظرة كينيدي ونيكسون، لم تشهد الولايات المتحدة مناظرة رئاسية أخرى إلا بعد 16 سنة، إذ رفض الرئيس ليندون جونسون مناظرة منافسه باري غولبتر عام 1964، وكذلك فعل نيكسون في عامي 1968 و1972.

وجرت المناظرة التلفزيونية الثانية عام 1976 بين الديمقراطي جيمي كارتر والجمهوري جيرالد فورد.

2- المناظرات الرئاسية كانت تتطلّب قانونًا من الكونغرس

يشترط قانون الاتصالات لعام 1934، أن توفّر محطات البثّ الأميركية لجميع المرشّحين للمناصب العامة وليس فقط المرشحين من الأحزاب الرئيسية، وقتًا متساويًا على الهواء.

ومن أجل السماح قانونًا بحصر المناظرات الرئاسية لعام 1960 بكينيدي ونيكسون فقط، علّق الكونغرس مؤقتًا هذا البند من القانون.

غير أنّ مراجعة أجرتها لجنة الاتصالات الفيدرالية عام 1975، سمحت بإجراء المناظرات الرئاسية بين مرشّحي الحزب الرئيسي دون الحاجة إلى قرارات خاصة من الكونغرس.

3- متناظران لم يكونا في الاستديو نفسه

عندما ظهر كينيدي ونيكسون في مناظرتهما الثالثة في حملة عام 1960، لم يكونا موجودين في الاستديو نفسه، بل فصلت بينهما مسافة 3 آلاف ميل. 

وظهر كلا الرجلين خلف منصّات في استوديوهات تلفزيونية متشابهة المظهر، لكنّ كينيدي كان في مدينة نيويورك، ونيكسون كان في هوليوود بولاية كاليفورنيا، بينما كان مدير المناظرة وثلاثة من أعضاء اللجنة في استوديو تلفزيوني ثالث.

ولحسن حظ المرشَّحين، لم يكن هناك حاجة إلى مصافحة محرجة أو ابتسامات قسرية في نهاية اللقاء.

4- صمت لنصف ساعة تقريبًا

قبل 9 دقائق فقط على انتهاء المناظرة الأولى بين الرئيس جيرالد فورد ومنافسه الديمقراطي جيمي كارتر في 23 سبتمبر/ أيلول 1976، توقّف الصوت فجأة.

وأكد المذيع هاري ريسونر للمشاهدين أنّ الصعوبات الفنية "لم تكن مؤامرة ضد أي من المرشّحين".

ولمدة 27 دقيقة، وبينما كانت الأمة تُراقب وسط تدافع مهندسي الصوت لإصلاح العطل، بدا المرشّحان متجمّدين في مكانهما ووقفا صامتَين خلف منصتيهما.

وفي لقاء لاحق مع مذيع الأخبار في قناة "بي بي أس" (PBS) جيم لهرر، قال فورد: "أظن أن كلا منا كان يرغب في الجلوس والاسترخاء بينما كان الفنيون يقومون بإصلاح النظام، لكنّني أعتقد أنّ كلانا كان مترددّا في القيام بأي لفتة قد تبدو كما لو أننا لم نكن قادرين جسديًا أو عقليًا على التعامل مع مشكلة كهذه".

5- مرشّح لا يُشارك بمناظرته

في عام 1980، رفض المرشّح الديمقراطي جيمي كارتر مناظرة منافسيه الاثنين الجمهوري رونالد ريغان والمستقلّ جون أندرسون.

كما أُلغيت مناظرة نائب الرئيس والمناظرة الرئاسية الثانية المقررة.

قبل أسبوع واحد فقط من يوم الانتخابات، خاض كارتر مناظرة فردية مع ريغان- غيتي

وأخيرًا، وقبل أسبوع واحد فقط من يوم الانتخابات، خاض كارتر مناظرة فردية مع ريغان، حيث نطق الأخير بعبارتين دخلتا سريعًا المعجم السياسي الأميركي: "ها أنت ذا مرة أخرى"، و"هل أنت أفضل حالًا مما كنت عليه قبل أربع سنوات؟".

6- المناظرة الأكثر مشاهدة في التاريخ

وفقًا لاحصائيات شركة "نيلسون ميديل ريسرش" (Nielsen Media Research)، تابع 84 مليون أميركي المناظرة الأولى بين هيلاري كلينتون ودونالد ترمب في 26 سبتمبر 2016. ولم يشمل العدد أولئك الذين شاهدوها على الانترنت أو الأجهزة المحمولة.

وتجاوزت هذه المناظرة الرقم القياسي السابق الذي سجّلته المناظرة الأولى والوحيدة بين كارتر وريغان عام 1980، والذي بلغ 80.6 مليون أميركي.

وتُعتبَر المناظرة بين بايدن وترمب في 29 سبتمبر 2020، المناظرة الرئاسية الثالثة الأكثر مشاهدة، حيث جذبت 73 مليون مشاهد.

7- المناظرات "برامج تلفزيونية غير مرغوب بها"

تتعارض المناظرات الرئاسية الأميركية دائمًا مع اثنتين من هوايات أميركا المشهورة الأخرى، البيسبول والموسم التلفزيوني الجديد. ولا تفوز السياسة وحتى المناظرات الرئاسية، دائمًا بأولوية البثّ.

في السنوات الماضية، كانت الالتزامات التعاقدية تتطلّب من الشبكات بثّ مباريات فاصلة في لعبة البيسبول بدلًا من المناظرات.

في عام 2000، بثّت العديد من محطات شبكة "إن بي سي" مباريات البيسبول بدلًا من اثنتين من المناظرات الثلاث؛ حتى إنّ شبكة "فوكس" اختارت تجاوز المناظرة من أجل بثّ العرض الأول لمسلسل "الملاك الأسود" (Dark Angel)، وهو مسلسل خيال علمي من إخراج جيمس كاميرون وبطولة جيسيكا ألبا.

المصادر:
العربي - ترجمات
شارك القصة