اقتحمت آليات الاحتلال فجر اليوم الجمعة مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة وأحدثت فيه خرابًا كبيرًا، كما أطلقت النار باتجاهه ما أدى إلى اشتعال النيران بغرف المرضى.
كما عمد الاحتلال إلى هدم السور الخارجي للمستشفى الذي تحوّل إلى موقع عسكري. ونفّذت القوات الإسرائيلية حملة اعتقالات طالت الرجال الذين كانوا داخل المستشفى وأخضعتهم للتحقيق.
ويضم المستشفى أكثر من 150 شخصًا بين مرضى وذويهم ونازحين.
ومنذ اللحظة الأولى لاقتحامه، توقف المستشفى عن العمل كما توقفت محطة الأوكسجين ما أدى إلى استشهاد الأطفال الذين كانوا في غرف العناية المركزة.
ماذا نعرف عن مستشفى كمال عدوان في غزة؟
يعد مستشفى كمال عدوان المستشفى الحكومي الرئيسي بمحافظة شمال غزة منذ العام 2002، في محور بيت لاهيا. وتبلغ مساحته نحو 2000 متر مربع ويضم أقسام الطوارئ والعناية المركزة وحضانة الأطفال.
حمل المستشفى اسم الشهيد كمال عدوان، أحد قادة منظمة التحرير الفلسطينية، الذي استشهد في استهداف إسرائيلي في العاصمة اللبنانية بيروت عام 1973 في عملية أطلق عليها اسم عملية فردان.
تم افتتاح المستشفى في العام 2002، وكان حينها عيادة مشروع بيت لاهيا، ثم جرى تحويله إلى مستشفى يقدم خدماته لسكان جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا في شمال قطاع غزة.
عام من الاستهداف الإسرائيلي لمستشفى كمال عدوان
وكان مستشفى كمال عدوان في دائرة الاستهداف منذ الأيام الأولى لبدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ففي 14 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أنذر جيش الاحتلال إدارة المستشفى بإخلائه ووقف العمل فيه.
وفي 23 أكتوبر من العام نفسه، شنّ الاحتلال القصف الأول على محيط المستشفى الذي تحوّل إلى مركز رئيسي لاستقبال النازحين.
ثم استهدف الاحتلال بوابات المستشفى في 4 ديسمبر/ كانون الأول 2023، لكن مديره رفض الإخلاء.
وفي 12 ديسمبر/ كانون الأول 2023، اقتحم الاحتلال المستشفى وفرض حصارًا بالدبابات بذريعة البحث عن مقاتلين.
وأصدرت منظمة الصحة العالمية نداء عاجلًا بوقف النار، وحذّرت من احتمال وفاة 12 طفلًا بالحضانات.
وقد استقبل المستشفى مرضى سوء التغذية، وسجّل استشهاد 15 طفلًا جوعًا.
وبعد عام كامل من الاستهداف، اقتحم جيش الاحتلال مستشفى كمال عدوان يوم أمس لكنه تراجع مفسحًا المجال أمام وفد من منظمة الصحة العالمية لدخول المستشفى وإدخال شاحنات محملة بالوقود الخاص لتشغيل مولدات المستشفى.
وأوضح مراسل التلفزيون العربي في غزة إسلام بدر، أن وفد المنظمة قام بجولة داخل المستشفى وقدّم تطمينات بأن جيش الاحتلال ليس بوارد اقتحامه، لكن ما أن غادر الوفد الأممي حتى تقدمت آليات الاحتلال وداهمت المستشفى مرة جديدة.