هو ساحة معركة منذ نحو نصف قرن بين أصحاب الأرض والمستوطنين القادمين من شتّى الأرجاء. إنّه حيّ الشيخ جراح في القدس.
وقد أصبح هذا الحيّ عنوان معركة في مدينة أحد طرفيها احتلال يجهد لطمس هويتها الفلسطينية، فيما يعدّها أهل الأرض قلبهم النابض.
كيف بدأت القصّة؟
بدأت القصّة عندما ادّعى مستوطنون إسرائيليون في العام 1972 بأنّ الأسَر الفلسطينية التي تسكن فيه متعدّية على أراضٍ يملكها اليهود.
منذ ذلك الحين، بدأت معركة قانونية طويلة أسفرت عن إجلاء فلسطينيين عن ديارهم.
وتغيّرت الأوضاع بعد احتلال إسرائيل للقدس الشرقية عام 1967، حيث شرع الاحتلال بتغيير ديمغرافية القدس عبر إقامة أحياء لليهود في قلب فلسطين.
الاستيطان يبلغ ذروته
بلغ الاستيطان ذروته عندما أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في عام 2009 العنان للمستوطنين، رافعًا جميع القيود على النشاط الاستيطاني في أي مكان في القدس.
أجلي أكثر من 50 فلسطينيًا بالقوة حينها، بعد أن طوّقت الشرطة جزءًا من الحيّ، فوقعت مواجهات مع قوات الاحتلال احتجاجًا على محاولات إخلاء "الشيخ جرّاح" من سكّانه.
سياسة القضم متواصلة عبر المحاكم
لم تنتهِ سياسة القضم عند هذا الحدّ، وإنما تواصلت عبر المحاكم.
ففي مارس/ آذار الماضي، قضت المحكمة المركزية في القدس بضرورة إخلاء سبع أسَرٍ من منازلها بحلول أغسطس/ آب المقبل، الأمر الذي أشعل غضب أبناء "الشيخ جراح" الذين خرجوا في مسيرة قمعتها قوات الاحتلال.
وتصاعدت وتيرة الاحتجاجات منذ أكثر من 10 أيام، ما أجبر المحكمة العليا الإسرائيلية على تأجيل جلسة البتّ في استئناف ضدّ قرار الإخلاء تقدّمت به عائلات فلسطينية.