أكد رئيس إقليم الخارج في حركة حماس خالد مشعل أنّ المقاومة تعطي رسالة في ذكرى النكبة مفادها أن فلسطين واحدة بكل مناطقها.
وأشار مشعل، في حديث إلى "العربي"، إلى أنّ إسرائيل لعبت بالنار واعتدت على الأرض وعلى المقدسات وعلى الشعب.
وشدّد على أنّ الولايات المتحدة منحت الاحتلال مهلة حتى يحاول البحث عن نصر، مشيرًا إلى أنّ هناك تقديرات سياسية تربط التهدئة بجلسة مجلس الأمن يوم الأحد لكننا لا نثق بالعدو.
واعتبر مشعل أنّ من يحرص على وقف النار وشلال الدم عليه أن يلجم العدوان فورًا، لافتًا إلى أنّ قيمة معركة القدس الحالية هي أنها أعادتنا لعناوين القضية الفلسطينية الرئيسية وجوهرها الحقيقي.
وكشف مشعل أنّ قطر وتركيا ومصر والأمم المتحدة تبذل جهودًا لمحاولة التوصل إلى تهدئة، ملاحظًا في الوقت نفسه أنّ العالم لا يفهم إلا منطق القوة، "وبعد أن رأى صمودنا بدأ يطرق أبوابنا".
واعتبر مشعل أنّ "هبّة الفلسطينيين في الداخل تؤكد أن أهلنا في الداخل جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني ومن القضية الوطنية".
وإذ رأى أنّ إسرائيل تسعى لتسجيل أي نصر أو نقطة إيجابية، جزم بأنّ المقاومة لا تسمح لها بذلك. وأشار إلى أنّ إسرائيل تعيش الآن حالة من الارتباك وتبحث عن تسجيل نقاط لصالحها.
وتوجّه إلى الرئيس محمود عباس وأجهزة السلطة الأمنية، قائلًا: "هذه لحظتكم للثأر من ممارسات الاحتلال".
وبارك الحراك الشعبي العربي المتضامن مع فلسطين في كل عواصم الدول العربية، مميّزًا في المقابل بين المواقف الرسمية. وجدّد رفضه وإدانته إقامة أي دولة عربية علاقات مع إسرائيل، مضيفًا: "إسرائيل عدو لنا ولكل العرب والعلاقات والتطبيع معها مرفوض ومدان".
إسرائيل تلعب بالنار
واستهل مشعل حديثه لـ"العربي" بالتأكيد أنّ "إسرائيل لعبت بالنار واعتدت على الأرض وعلى المقدسات وعلى الشعب".
وأشار إلى أنّ إسرائيل "استفزت شعبنا في حي الشيخ جراح وفي المسجد الأقصى في موسم ديني عظيم وأرادت تهجير شعبنا من حي الشيخ جراح ثم اعتدت على غزة وهي الآن تمارس أبشع الجرائم".
ولفت في هذا السياق إلى المجزرة التي ارتكبتها في مخيم الشاطئ وراحت ضحيتها امرأتان وأطفالهما الثمانية، وبعدها في بيت لاهيا حيث استشهد رجل وزوجته وأطفالهما الأربعة، وبينهما تدمير برج الجلاء".
وإذ سأل "ماذا في برج الجلاء"، لفت إلى أنّه يضمّ قنوات تلفزة ووكالات أنباء دولية ومكاتب تجارية، وكلّها مؤسسات مدنية. وأوضح أنّ "إسرائيل تقتل الإنسان وتعتدي على المقدسات وتحاول أن تخفي جريمتها باستهداف الإعلام"
إسرائيل جمعت كل مصائب الاحتلال
ورأى رئيس إقليم الخارج في حركة حماس أنّ إسرائيل جمعت كل مصائب الاحتلال في التاريخ من احتلال واستيطان وتطهير عنصري ونازية، مضيفًا أنّ إسرائيل بامتياز جمعت كل صنوف الظلم في التاريخ.
واعتبر أنّ "هذا دفع شعبنا للدفاع عن نفسه"، مشدّدًا على أنّ "شعبنا لا ينكسر، فنحن أصحاب الحق وأصحاب الأرض، ولذلك انتفض أهلنا في القدس وفي ساحات الأقصى وفي حي الشيخ جراح وفي كل فلسطين طولاً وعرضاً وشرقًا وغربًا".
وخلص مشعل إلى أنّ المقاومة تعطي اليوم رسالة إلى الجميع مفادها أنّ فلسطين عنوان واحد، متوجّهًا إلى المقاومين من مختلف الفصائل بالقول: "أنتم تطوون صفحة النكبة والهزيمة وتسطّرون صفحة النصر والتحرير والعودة، أنتم تصنعون تاريخًا جديدًا ومجيدًا".
واشنطن ما زالت منحازة للكيان الصهيوني
وعن الموقف الأميركي، قلّل مشعل من شأن "اللغة المختلفة قليلًا" التي أسمعها الرئيس جو بايدن للإسرائيليين، مشيرًا إلى أنّ "الإدارة الأميركية بدل أن تلجم آلة العدوان الإسرائيلية من البداية أعطت الجانب الإسرائيلي مهلة للأحد حتى يحاول أن يختم الحرب والتصعيد بنقطة لصالحه".
لكنّه شدّد على أنّ المقاومة صلبة وعاقلة، وهي لن تسمح للإسرائيلي بتحقيق أيّ نصر، مشيرًا إلى أنّ "من يحرص على وقف النار وشلال الدم عليه أن يلجم العدوان فورًا".
وأشار إلى أنّ الولايات المتحدة تحاول أن تبدو في منتصف المسافة ولكنها ليست كذلك، معتبرًا أنّها ما زالت منحازة للكيان الصهيونية، كما أنّها ما زالت تصنف حماس على قائمة الإرهاب، ولا تقر بالحقوق الكاملة.
ولفت إلى أنّ الإدارة الأميركية تبحث عن وسطاء مع حماس لأنها لا تحاور حماس مباشرة، "لكن بالنسبة لنا الموقف واضح، فمن بدأ العدوان عليه أن يوقفه، وإسرائيل هي التي اعتدت ".
المقاومة قادرة أن تصمد أسابيع وشهورًا
وكشف مشعل أنّ قطر وتركيا ومصر والأمم المتحدة تبذل جهودًا لمحاولة التوصل إلى تهدئة، معربًا عن "تقديره" لهذه الجهود، ومؤكدًا في الوقت نفسه أنّ المقاومة قادرة أن تصمد أسابيع وشهورًا "لأننا منغرسون في الأرض".
وقال مشعل: "نحن لا نريد عدوانًا، كما لم نسعَ إلى خوض هذه المعركة، بل هم فرضوها علينا". وأضاف: "على إسرائيل أن توقف عدوانها. بمعنى آخر، فكما أشعلوا العدوان ابتداءً، عليهم أن يوقفوه انتهاء".
وشدّد على أنّ "هذه المعركة فرضت علينا وموقفنا واضح وهو أن من بدأ العدوان عليه أن يوقفه".
إسرائيل تعيش حالة من الارتباك
وتوقف مشعل عند اشتعال الداخل الفلسطيني والتهاب الحدود مع دول الطوق، معتبرًا أنّ "الذي فجّر هذه الأزمة والذي جعل التداعيات بهذه الخطورة هو الطرف الإسرائيلي، لكنه يحاول أن يقلب المعادلة".
وأشار إلى أنّ الإسرائيلي "حاول قبل يومين أن يستدرج المقاومة في غزة عبر الإيهام بالتدخل البري، لكنّ قيادة المقاومة العاقلة الذكية الشجاعة التي تقرأ سلوك العدو وتعرف ما يجري على الحدود كانت له بالمرصاد وأفشلت مخططه".
وشدّد على أنّ إسرائيل الآن في حالة من الارتباك، فهي تسعى لتسجيل أي نصر أو نقطة إيجابية والمقاومة لا تسمح لها بذلك، مشيرًا إلى أنّ "النصر صبر ساعة".
وتوجّه إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس وأجهزة السلطة الأمنية بالقول: "هذه لحظتكم للثأر من ممارسات الاحتلال"، مضيفًا: "العالم لا يفهم إلا منطق القوة وبعد أن رأى صمودنا بدأ يطرق أبوابنا".
سنفرض رد العدوان ودحره
وأشار مشعل إلى أنّ "الكلمة السواء في وقت المعركة هي خوض المعركة"، معتبرًا أنّ "لا صوت يعلو اليوم فوق صوت المعركة، وهذا أوان الجدّ".
وإذ تحدّث عن تقديرات سياسية تربط التهدئة بجلسة مجلس الأمن يوم الأحد، قال: "نحن لا نثق بإسرائيل ولا ثقة لدينا أيضًا بالموقف الأميركي لأنه قد يناور حسب طبيعة العلاقة بينه وبين إسرائيل".
وشدّد على أنّ "الضمانة الوحيدة بعد الله هي في صلابتنا وصمودنا وقدرتنا على رد العدوان كما جرى في الأيام الماضية وسيجري في الأيام المقبلة"، مضيفًا: "سنفرض رد العدوان ودحره بإذن الله".
وأكّد أن سقوط بعض القادة في المعركة هو "ارتقاء للشهداء وتعزيز للمواجهة ورفع للروح المعنوية".
قيمة معركة القدس الحالية أنها أعادتنا للجوهر
وحول تفاصيل المفاوضات، أوضح مشعل أنّ "التفاصيل لا تُبحَث عبر الإعلام"، مشدّدًا في الوقت نفسه على أنّ "قيادة الحركة تدير الموقف السياسي بثبات ورسوخ"، مضيفًا: "لسنا مسؤولين عن جزء من الأرض ولا جزء من الشعب، بل أرضنا كلها مسؤوليتنا وطبعًا بالشراكة مع كل القوى الفلسطينية".
وإذ أكد أن التفاصيل تُبحَث على الطاولة السياسية، خلص إلى أنّ قيمة معركة القدس الحالية هي أنها أعادتنا لعناوين القضية الفلسطينية الرئيسية وجوهرها الحقيقي، مضيفًا: "ليست المسألة قضية اتفاق هنا أو تفاهم هناك، فشعبنا يريد أن يحرر وطنه ويستعيد قدسه ومقدساته ويعود إلى الأرض". وتابع: "الموقف حاسم واضح، وهو أنّ على إسرائيل أن توقف عدوانها، ونقطة أول السطر".
رسالتان خلف هبّة فلسطينيي الداخل
ولفت إلى أنّ ما جرى في الداخل الفلسطيني يعطي رسالتين، مشيرًا إلى أنّ "الرسالة الأولى هي أن أهلنا هناك جزء أصيل من الشعب الفلسطيني يشترك معه في القضية والرغبة بالتحرر، ويشاركه أيضًا المسؤولية والتضحية والانخراط في المعركة، بعكس ما أرادت إسرائيل أن تصوغ عقلهم وذهنيتهم وفق مقاييسها".
أما الرسالة الثانية، وفق مشعل، فهي أنّ "هذا الشعب ولا سيما في المدن المختلطة وفي غيرها من القرى، يقولون للكيان الصهيوني هذا ما صنعت يداك"، في إشارة إلى السياسات العنصرية ومحاولات التهجير والتضييق على الشعب، ثم لعبهم بالنار في الأشهر الأخيرة حين وفروا السلاح لتأجيج الخلافات العائلية.
التطبيع مع إسرائيل مرفوض ومُدان
وتوقف عند المواقف العربية في ختام حديثه لـ"العربي"، حيث بارك الحراك الشعبي العربي المتضامن مع فلسطين في كل عواصم الدول العربية.
أما على المستوى الرسمي، فميّز بين بعض المواقف "المتميّزة"، ومواقف "لا بأس بها وتحتاج للمزيد من التطوير"، في مقابل مواقف أخرى لا تزال صامتة.
وقال إنّه "يشعر أنّ هناك بداية تحولات إيجابية في بعض المواقف العربية التي كانت إما غائبة أو تعتمد خطابًا لا يليق بتاريخها"، مضيفًا: "عفا الله عمّا سلف، فنحن لا نقف عند الماضي، ونبارك كل تطور في موقفها، فهم شركاء معنا في المسؤولية، وقضية فلسطين قضيتهم، والأقصى أقصاهم".
وإذ دعا إلى مزيد من الموقف العربي الصلب، جدّد رفضه وإدانته لخطوات التطبيع مع إسرائيل، معربًا عن أسفه لأنّ "البعض دخل في حالة عشق وهيام مع إسرائيل". وقال للمطبّعين: "هذه معركة القدس وحي الشيخ جراح ومعركة غزة اليوم تقول لكم أوقفوا التطبيع وانخرطوا مع أمتكم".
وشدّد على أنّ "إسرائيل عدو لنا ولكل العرب، والعلاقات والتطبيع معها مرفوض ومدان"، خاتمًا بالقول إنّ "إسرائيل تريد تفتيت المنطقة، وعلينا أن نتوحد لنهزم إسرائيل".