أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الثلاثاء، أنه سيُسمح بدخول المصلين إلى المسجد الأقصى في الأسبوع الأول من شهر رمضان بأعداد مماثلة للسنوات السابقة، مع إجراء تقييم للموقف أسبوعيا، رافضًا بذلك طلبًا لوزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير بتقييد دخول المصلين.
حديث نتنياهو جاء في بيان صادر عن مكتبه في ختام جلسة بشأن الترتيبات الأمنية لشهر رمضان (يبدأ في 11 مارس/ آذار فلكيًا) بمدينة القدس المحتلة، في وقت يواصل فيه الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي عدوانه على قطاع غزة، وتصعيدًا موازيًا في الضفة الغربية المحتلة.
وزعم نتنياهو أن "إسرائيل تصون حرية العبادة لأبناء جميع الأديان في كل مكان بإسرائيل، ولا سيما في جبل الهيكل (الحرم القدسي الشريف).. شهر رمضان مقدس للمسلمين، وسيتم الحفاظ على قدسيته هذا العام، مثلما كان الأمر في السنوات السابقة".
إسرائيل تسمح بوصول المصلين إلى المسجد الأقصى
وبحسب البيان، "سيتم السماح بدخول مصلين مسلمين إلى الحرم القدسي خلال الأسبوع الأول من رمضان على غرار الأعداد التي سُجلت في السنوات السابقة" دون تفاصيل.
وتابع أنه "ستُعقد أسبوعيًا جلسة لتقييم الموقف، فيما يخص الوضع الأمني والسلامة العامة، وسيتم اتخاذ القرار وفقًا لذلك".
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن بن غفير قوله: إن قرار عدم فرض قيود على دخول المسلمين للأقصى في رمضان "خلافًا لموقف الشرطة وموقفي، يظهر أن رئيس الوزراء نتنياهو ومجلس الوزراء المصغر (الكابينت) يعتقدون أنه لم يحدث شيء في 7 أكتوبر/ تشرين الأول".
واعتبر بن غفير أن "هذا القرار يعرض مواطني إسرائيل للخطر، وقد يسمح بصورة انتصار لحماس".
وكان نتنياهو قد أجرى تقييمًا للوضع، مساء الثلاثاء، لبحث الترتيبات الأمنية لشهر رمضان، وسط تزايد تحذيرات قادة الأجهزة الأمنية من احتمال اشتعال الوضع الأمني إذا وضعت إسرائيل عراقيل أمام وصول سكان الضفة الغربية المحتلة وفلسطينيي داخل الخط الأخضر (العرب داخل إسرائيل) إلى المسجد الأقصى.
وبحسب صحيفة "هآرتس"، شارك في التقييم وزراء ومسؤولون أمنيون، بينهم بن غفير ووزيرا الأمن يوآف غالانت والخارجية يسرائيل كاتس والوزير بمجلس الحرب غادي آيزنكوت.
وفي وقت سابق الثلاثاء، كشفت "يديعوت أحرونوت" عن رسالة بعث بها غالانت إلى قادة الأجهزة الأمنية وأعضاء مجلس الحرب، وحذر فيها من أن تدهورًا محتملًا للوضع الأمني في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، خلال رمضان من شأنه أن يؤثر على قدرة الجيش الإسرائيلي على تحقيق أهداف الحرب في غزة.
وكشفت وسائل إعلام عبرية، في 28 فبراير/ شباط الماضي، أن مجلس الحرب (يضم نتنياهو وغالانت وآيزنكوت وبيني غانتس) قرر حرمان بن غفير من صلاحية اتخاذ القرار حول المسجد الأقصى في رمضان، بسبب الخوف من التداعيات.
وكان بن غفير طالب بعدم السماح لسكان الضفة الغربية بدخول الحرم القدسي خلال رمضان، مع السماح لسكان إسرائيل الفلسطينيين بالدخول من سن 70 فما فوق.
أردوغان يحذر من عواقب وخيمة
بدورها، دعت واشنطن إسرائيل الأسبوع الماضي إلى "تسهيل وصول المؤمنين السلميين إلى الأقصى خلال رمضان، "بما يتفق مع الممارسات السابقة".
وفي وقت سابق الثلاثاء، حذر الرئيس الأميركي جو بايدن من وضع "خطير للغاية" في إسرائيل والقدس إذا لم تتوصل إسرائيل وحركة حماس لوقف إطلاق نار في غزة بحلول شهر رمضان.
من جهته، حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أن إسرائيل ستواجه "عواقب وخيمة" إذا منعت المسلمين الفلسطينيين من دخول الأماكن المقدسة خلال شهر رمضان المقبل.
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في أنقرة، قال أردوغان: "ننقل رسائلنا إلى السلطات المعنية بشأن ضرورة منع الاستفزازات قبل شهر رمضان المقبل".
وأضاف "مطالب الساسة الإسرائيليين المتطرفين بتقييد وصول المسلمين إلى الحرم الشريف هي محض هراء. ولا شك أن عواقب اتخاذ مثل هذه الخطوة ستكون وخيمة".
من جهته، قال عباس إن الأمن والسلام "يتحققان من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين"، مؤكدًا "وجوب الانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة".