أجلت الحكومة البريطانية الجديدة، اليوم الأربعاء، لأسبوعين عرض خطة الموازنة الهادفة الى طمأنة الأسواق حول استقرار المالية العامة على المدى الطويل بحسب بيان صادر عن دوانينغ ستريت.
واتفق رئيس الوزراء ريشي سوناك ووزير المالية جيريمي هانت على موعد 17 نوفمبر/ تشرين الثاني للكشف عن هذه الإجراءات المنتظرة بترقب شديد بعد فشل "الموازنة المصغرة" التي عرضتها الحكومة السابقة برئاسة ليز تراس.
وأعلن سوناك، خلال الاجتماع الحكومي الأول، اليوم الأربعاء، أن "الاستقرار الاقتصادي والاستدامة المالية سيكونان في صلب مهمة حكومته" كما جاء في البيان.
وأعاد رئيس الحكومة تأكيده على أن ذلك الاستقرار سيتطلب "قرارات صعبة" رغم أن الحكومة ستحرص على "حماية الفئات الأكثر ضعفًا والسعي لتحقيق نمو طويل المدى".
"محاولة ضبط الموازنة"
من جهته، قال وزير المالية جيريمي هانت للصحافيين، إنّ الموازنة التي سيكشف عنها في منتصف نوفمبر القادم "ستظهر خفضًا للدين على المدى المتوسط" وستستند إلى توقعات اقتصادية دقيقة جدًا.
وكان عدم وجود أرقام وتوقعات مستقلة في "الموازنة المصغرة"، التي قدمتها ليز تراس أخاف المستثمرين الذين تخلوا عن الأصول البريطانية بسرعة شديدة.
وأوضح وزير المالية الجديد أيضًا أنه أبلغ بنك إنكلترا بمشروعه وأنه سيواصل العمل "بشكل وثيق" مع حاكم البنك أندرو بيلي.
أزمة اقتصادية وانقسام سياسي وسخط شعبي جزء من التحديات التي تواجه رئيس الوزراء البريطاني الجديد #ريشي_سوناك تقرير: محمود إبراهيم pic.twitter.com/xo63HrK6wy
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 25, 2022
وكان صندوق النقد الدولي قد دعا السلطات البريطانية إلى ضبط الموازنة في مواجهة إجراءات الميزانية التي اعتبرت تضخمية على المدى الطويل وتخالف جهود البنك المركزي للحد من التضخم.
وأرغمت أزمة الأسواق الناجمة عن "الميزانية المصغرة" آنذاك بنك إنكلترا على التدخل بشكل طارئ.
واختار سوناك، الذي حلّ مكان ليز تراس في رئاسة الوزراء، بعد أن عمت الفوضى فترة ولايتها القصيرة، أمس الثلاثاء، ألا يعين وزير مالية جديدًا، لكنه عيّن حكومة تمزج بين الأطياف السياسية لحزب المحافظين على اختلاف آرائها.
وتعرض نهج رئيس الوزراء الجديد لاتخاذ القرارات لانتقادات من حزب العمال المعارض، الذي ركز على إعادة النائبة سويلا برافرمان وزيرة للداخلية بعد أقل من أسبوع من إقالتها بقرار من تراس بسبب مخالفة للقواعد الأمنية.
ويواجه سوناك، وهو ثالث رئيس وزراء لبريطانيا هذا العام، قائمة طويلة من المشاكل التي تتجاوز الأزمة الاقتصادية، بما في ذلك توحيد وإعادة بناء حزب ممزق شوهت سمعته الفضائح والخلافات على مدى أشهر.