خطر الاشتباك بين الناتو وروسيا يرتفع.. كييف تدعو لتطوير إستراتيجية للبحر الأسود

في وقت تحذر فيه روسيا من تزايد مخاطر الاشتباك مع حلف شمال الأطلسي "الناتو"، دعت وزارة الخارجية الأوكرانية، اليوم الخميس، الدول الغربية إلى جعل البحر الأسود "بحر الحلف" بعد عام على تدمير السفينة الحربية الروسية "موسكفا" بواسطة صاروخين أوكرانيين في هجوم شكل وقتها "ضربة قاسية" لموسكو.

وقال دميترو كوليبا في افتتاح مؤتمر في رومانيا: "حان الوقت لتطوير شبكة أمنية شاملة لجميع الدول المهدّدة في المنطقة ولجعل البحر الأسود بحر الناتو كما أصبح بحر البلطيق".

وفي رسالة عبر الفيديو من أوكرانيا أضاف كوليبا: "اليوم تصادف الذكرى الأولى لغرق الطراد موسكفا وستواجه سفن حربية روسية أخرى المصير ذاته بدعم أصدقائنا وشركائنا".

تطوير إستراتيجية للبحر الأسود

وغرق الطراد موسكفا في منتصف أبريل/ نيسان العام الماضي في أعقاب انفجار على متنه، وفقًا للكرملين. وقالت أوكرانيا إنّ قواتها المسلّحة قصفته بالصواريخ.

وآنذاك وصف مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون)، الهجوم بأنه "ضربة قاسية لها رمزيتها". واعتبر أن خسارة روسيا أحد طراداتها الثلاثة من طراز سلافا "يخلق فراغًا على صعيد القدرات العسكرية" في جنوب أوكرانيا.

كذلك، دعا دميترو كوليبا حلف شمال الأطلسي "إلى إثبات وجود خطّة واضحة بشأن موعد انضمام أوكرانيا إليه وترتيباته" لمناسبة قمّته المقبلة التي ستُعقد في فيلنيوس في ليتوانيا في يونيو/ حزيران المقبل.

وتنظّم رومانيا وأوكرانيا الأربعاء والخميس في بوخارست المؤتمر الأول بشأن أمن البحر الأسود بالتعاون مع منصة القرم الدولية، وهي آلية تهدف إلى "إلغاء احتلال القرم واستعادة أمن البحر الأسود"، وفقًا للحكومة الأوكرانية.

الاشتباك بين روسيا والناتو

في غضون ذلك، حذّر نائب وزير الخارجية الروسي من أن مخاطر حدوث اشتباك بين القوات الروسية وقوات الناتو آخذة في الازدياد.

وفي هذا الإطار، قال مراسل "العربي" سعد خلف، إن وجهة نظر موسكو هي أن فرص الاشتباكات قد تضاعفت؛ نظرًا لأن الحدود التي كانت مشتركة بين روسيا وحلف الناتو قبل أن تنضم فلندا للحلف الشهر الجاري؛ كانت تشكل 1300 كيلومتر، والآن تضاعفت الحدود إلى 2600 كيلومتر.

وأضاف مراسلنا، أن تلك الحدود باتت جبهة تشكل خطرًا على روسيا، ولا سيما أن الناتو يصنف روسيا كعدو في عقيدته العسكرية، مما يعني أن موسكو تعتبر هذا تهديدًا لها.

وأشار إلى أن المسؤولين الروس يرون أن توسع حلف الناتو هو لتعزيز أمنه مما يعني الاشتباك مع الخصم الأبرز المتمثل بروسيا.

ومضى يقول: "لكن المسؤولين الروس يرون أن مسألة خطر اندلاع مواجهة نووية بين الحلف وروسيا ما تزال ضئيلة لكون مسألة الأسلحة النووية في سياق الناتو ما تزال خاضعة لسيطرة واشنطن والتي لا تسعى للوصول إلى مرحلة الحرب النووية مع روسيا".