عثر على ثاني صندوق أسود من الطائرة المنكوبة التابعة لشركة شرق الصين التي تحطمت وفيها 132 راكبًا، على ما أعلنت وكالة أنباء الصين الجديدة اليوم الأحد.
ونقلت الوكالة عن مركز قيادة عمليات الإغاثة أنه تم العثور في 27 مارس/ آذار على الصندوق الأسود الثاني من الرحلة إم يو5735 التابعة لشركة "شرق الصين". ويحتوي هذا المسجل على بيانات الرحلة مثل السرعة والارتفاع.
وتأكّد مقتل جميع ركاب الطائرة البالغ عددهم 132 شخصًا، حيث تحطمت الإثنين على هضبة جبلية في وازهو جنوب الصين، حسبما أفادت هيئة الطيران المدني الصينية السبت.
وكانت عشرات العائلات تنتظر منذ أيام أنباء عن مصير الذين استقلوا الطائرة فيما كانت فرق الإنقاذ تمسح المنحدرات الحرجية بكثافة بحثًا عن حطام وعن ناجين محتملين من تحطم الطائرة قرب مدينة وازهو أثناء توجهها من مدينة كونمينغ (جنوب غرب) إلى كانتون (جنوب).
الصندوق الأسود الأول
وكان قد عُثر الأربعاء على أحد الصندوقين الأسودين من الطائرة المنكوبة، وسيستغرق تحليله أيامًا عدة. وأشار الناطق باسم هيئة الطيران المدني في الصين ليو لوسونغ يوم الأربعاء إلى أن ذلك الصندوق "متضرر جدًا".
وتجهز كل طائرة عادة بصندوقين أسودين لتسجيل معطيات الرحلة، أحدهما يتيح للمحققين الاستماع إلى المحادثات في قمرة القيادة والآخر دراسة معلومات أساسية مثل السرعة والارتفاع.
ويُعدّ تحطم هذه الطائرة الحادث الأسوأ في قطاع الطيران منذ 1994 في الصين، حيث يعتبر الخبراء عمومًا أن السلامة الجوية جيدة جدًا.
وكان الرئيس الصيني شي جينبينغ قد دعا الإثنين إلى "تحديد أسباب الحادث في أسرع وقت ممكن"، وأوفد إلى المكان فريقًا حكوميًا برئاسة نائب رئيس الوزراء ليو هي.
ولم تعرف أسباب الكارثة بعد. وكان جميع من على متنها من الجنسية الصينية.
كشف أسباب الحادث
وبعد العثور على الصندوقين الأسودين للطائرة، يجب على المحققين الحصول في غضون أيام أو أسابيع قليلة على العناصر الأولى التي ستساعد في كشف أسباب الحادث.
ولا يزال مئات من رجال الإطفاء والإنقاذ والأطباء والمحققين والمتطوعين والمسؤولين السياسيين يتوافدون إلى موقع المأساة لمواصلة التحقيق.
وحتى الآن، ما زالت أسباب المأساة غير معروفة. وبحسب معلومات موقع الطيران المتخصص "فلايت رادار" فإن الطائرة سقطت عموديًا نحو الأرض قبل أن تتحطم. وهو أمر غير اعتيادي برأي الخبراء.
وقال تشو تاو مدير سلامة الطيران في هيئة الطيران المدني الثلاثاء: "حين لاحظ المراقب الجوي الانخفاض الكبير للطائرة، سارع للاتصال بالطاقم، عدة مرات، لكنه لم يحصل على أي رد".
من جهته، قال ماو يانفينغ مدير جهاز التحقيق في الحوادث في هيئة الطيران المدني: إن "الأحوال الجوية لم تكن تشير إلى مخاطر" محددة خلال الرحلة.
وليست هناك أي شبهات حتى الآن حول الطيار أو مساعديه الاثنين؛ كما أعلن صان شيينغ المسؤول الكبير في شركة "شرق الصين".
وأضاف: "على أساس المعلومات الأولى التي نملكها، فإن أداء الطيارين كان جيدًا جدًا وأوضاعهم العائلية يسودها وئام".
انتكاسة جديدة لبوينغ
والطائرة لم تكن قديمة، فقد بدأت الخدمة في الصين عام 2015 وقامت بحوالي تسعة آلاف رحلة في أكثر من 18 ألف ساعة طيران.
وبحسب شركة شرق الصين فإنها كانت تستوفي كل معايير سلامة الملاحة. لكن هيئة الطيران المدني أمرت بتفتيش عام لكل قطاع الطيران خلال الأسبوعين المقبلين.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، ذكرت وسيلة الإعلام المالية الصينية "ييكاي" أن شركة طيران شرق الصين قررت وقف جميع طائراتها من طراز 737-800 بصورة مؤقتة.
وخسرت أسهم الشركة أكثر من 6% من قيمتها الثلاثاء عند إغلاق بورصة شنغهاي.
بدورها، أبدت بوينغ استعدادها للتعاون في تحقيق السلطات الصينية، في وقت تراجعت قيمة أسهم الشركة الأميركية بـ 3,6% الإثنين عند إغلاق وول ستريت.
ويعتبر الحادث نكسة للشركة العملاقة التي كانت على وشك استئناف عمليات تسليم طائراتها من طراز 737 ماكس بعد تعليقها في مطلع 2019 جراء كارثتين جويتين.
وكانت شركة بوينغ أوصت العام الماضي، بوقف جميع الطائرات من طراز 777، وذلك بعد حادثة احتراق محركها أثناء إقلاعها من مطار دنفر الأميركي.