رصدت كاميرا "العربي" معاناة السكان الذين هجروا من أحيائهم ودمّرت بيوت غالبيتهم جراء الغارات الإسرائيلية التي لم تتوقف للأسبوع الخامس على التوالي، حيث تزداد أحوالهم سوءًا مع بدء موسم الأمطار بينما يعانون التشريد.
وبحسب مراسل "العربي" في غزة باسل خلف، فإنّ عائلات كثيرة من قطاع غزة تبيت مع أطفالها في العراء أو تحت قطع قماش لا ترقى لأن تسمّى خيامًا، بعد أن تهدمت بيوتها بالقصف الإسرائيلي المتواصل.
ويحصل كلّ ذلك، وفقًا لمراسلنا، بالتوازي مع انخفاض درجات الحرارة ليلًا، في ظل انعدام الأمن وإمكانية الموت بالقصف الإسرائيلي.
خيام بالية وهشّة
ومن محيط مستشفى شهداء الأقصى وسط غزة، تنقل كاميرا "العربي" المأساة الإنسانية الكبيرة التي يعيشها سكان القطاع المحرومون حتى من المأوى ويجبرون على الاحتماء من الأمطار في الخيام البالية.
ويقول خلف: "نحن لا نستطيع أن نفرق بين أصوات القصف وأصوات الرعد، وهذه الخيام الضعيفة لا تستطيع أن تقي النازحين من البرد والمطر".
ووفقًا لمراسل "العربي"، فإن معظم الخيام التي لجأ إليها سكان غزة نصبت بموارد محدودة، وبدت بالية وهشة أمام الطبيعة وليست مجهزة لاحتمال التقلبات المناخية.
وبحسب ما يظهر من المقطع المصور صنع الغزاويين خيامهم من قطع قماش عثروا عليها أو ما تبقى من أغراضهم، فضلًا عن بعض الأدوات التي يستخدمها الأطباء في المستشفى المجاور.
غطاء واحد لعائلة كاملة
كما روت إحدى السيدات التي كان أطفالها الثلاثة ينامون داخل خيمة صنعتها لهم لمراسل "العربي"، أن صغارها يفترشون بطانية واحدة وسط البرد والهواء فيما لا تحميهم الخيمة من المطر المتساقط عليهم.
وتتابع: "معي 3 أطفال ومع وزوجي نحن 5 أفراد، وحصلت على قطع قماش ونايلون من المستشفى كي نتمكن من صنع خيمة.. لدينا غطاء واحد لخمستنا".
كذلك، ينقل مراسلنا أن النازحين ينصبون خيمهم على الرمال والتراب مباشرة من دون أن تكون هناك أية أرضية تحميهم، ويضيف: "هذا حال مأساوي مستمر يترافق مع الغارات الإسرائيلية المستمرة على مناطق متفرقة من قطاع غزة".
يذكر أن القصف الإسرائيلي المكثف على مدينة غزة وشمال القطاع، أسفر إلى نزوح الكثير من السكان إلى جنوب قطاع غزة بسبب تدمير منازلهم أو إصابتها فيما يقيم العديد منهم في خيام بعدد من الأماكن وسط وجنوب القطاع الذي لم تستثنيه إسرائيل أيضًا من غاراتها.