اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم السبت، أن أي بلد سيسعى إلى فرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا ستعتبر موسكو أنه أصبح طرفًا في النزاع.
وأوضح بوتين، خلال اجتماع مع موظفي شركة الطيران الروسية "إيروفلوت" التي أعلنت السبت تعليق رحلاتها الدولية اعتبارًا من 8 مارس/ آذار، أن "أي تحرك في هذا الاتجاه سنعتبره مشاركة في نزاع مسلح من قبل ذلك البلد" الذي سيستخدم أراضيه "لتشكيل تهديد لقواتنا العسكرية".
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد انتقد الجمعة رفض حلف شمال الأطلسي فرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا لتحييد القدرات الجوية المتفوقة لروسيا.
وترفض الدول الغربية الموافقة على مطلب زيلينسكي مبررة ذلك بأنه قد يؤدي إلى خطر اندلاع صراع مباشر مع روسيا التي يستمر هجومها على أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط.
"نزع سلاح" أوكرانيا
كما تحدّث بوتين عن العملية العسكرية التي تغطي جميع أنحاء أوكرانيا حيث لم تكتف روسيا بدعم جبهة دونيتسك ولوغانسك. ورأى أنه "لو دعمت تلك الجبهة فقط لما توقف الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا ولاستمرت الحرب لفترة طويلة جدًا"، لذلك اتخذ القرار بإجراء الهجوم على عدة محاور وقطع خطوط الإمداد العسكري لأوكرانيا.
ودافع الرئيس الروسي عن هجومه على أوكرانيا قائلًا: "إن موسكو في حاجة للدفاع عن الناطقين بالروسية في شرق أوكرانيا وكذلك المصالح الروسية".
وذكر بوتين أن روسيا تريد "نزع سلاح" أوكرانيا و"التخلص من النزعة النازية" بها، مضيفًا أنه يتعين أن يكون لأوكرانيا وضع محايد.
وقال: "إن كل شيء يمضي وفقًا لما هو مخطط له في أوكرانيا"، وإن "الجيش الروسي سيحقق أهدافه ضمن العملية العسكرية الخاصة التي ينفذها هناك".
كما طمأن بوتين الشعب الروسي بالقول إن ما يجري في أوكرانيا عملية عسكرية، حيث لم تعلن في روسيا حالة الطوارئ أو حالة الحرب.
وأضاف أن الجنود والضباط المحترفين فقط هم من يشاركون في العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، ولا ينوي الكرملين نشر مجندين من الوحدات أو الاحتياط.
العقوبات الغربية
وقال بوتين في محاولة لطمأنة الشارع الروسي عقب إعلان شركتي بوينغ وإيرباص توقفها عن تقديم خدماتها في روسيا: "لدينا ما يكفي لصناعة طائرات روسية بالكامل دون الاعتماد على الطائرات الغربية". وأضاف: "لا تقلقوا الطيران سوف يستمر في روسيا".
لكنّه اعتبر العقوبات التي فرضها الغرب على بلاده أشبه بإعلان حرب.
وأوصل بوتين رسالة مفادها أنه سيكون هناك بديل لكل شركة تخرج من روسيا، في إشارة إلى إمكانية الاستعانة بشركات من الصين.
ويستمر القتال بين القوات الروسية والأوكرانية لليوم العاشر على التوالي، إذ أعلنت موسكو سقوط 2870 قتيلًا في الجانب الأوكراني و498 في الجانب الروسي، فيما أعلنت كييف ارتفاع عدد قتلى الجيش الروسي إلى أكثر من 10 آلاف.
واندلعت معارك عنيفة بين القوات الروسية والأوكرانية في منطقة إيربين الشمالية قرب العاصمة كييف، وفق ما أفاد مراسل "العربي" من هناك.
وأشار إلى أن القوات الروسية تحاول التقدم باتجاه العاصمة كييف عبر إيربين حيث تجري المواجهات، وتحدث عن انتشار كثيف للجيش الأوكراني قرب كييف.
وبحسب آخر إحصائيات الأمم المتحدة، فقد فر أكثر من 1,2 مليون لاجئ من أوكرانيا، مما أدى إلى تعبئة كبيرة لا سيما في البلدان المجاورة.
