اكتشفت دراسة حديثة أن كل شخص في العالم يعاني من صدمة واحدة على الأقل في حياته، وأكثر أنواع الحوادث الصادمة شيوعًا؛ هي حضور لحظة موت أو إصابة إنسان والموت غير المتوقع لأحد الأقارب والتعرض لسرقة ولحادث سيارة ولمرض أو إصابة تهدد الحياة.
وحاول باحثون في أقسام علم النفس في 32 جامعة في أنحاء العالم التنبؤ بمدى احتمال تعرض البشر لأحداث صادمة تضر بصحتهم العقلية، فجمعوا بيانات 68 ألف شخص بالغ من 26 دراسة استقصائية غطت عينة كبيرة من سكان 24 دولة شاركت في استطلاعات رأي منظمة الصحة العالمية عن الصحة العقلية.
ويقترح الباحثون استخدام التنشيط الاصطناعي لنسيان صدمات الماضي، فضلاً عن طريقة علاج تخضع لإشراف طبيب نفسي وعصبي من أجل علاج الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة، محذرين من تجربة تلك الطريقة في المنزل.
الإجهاد النفسي
وقال الاستشاري في الطب النفسي، د. مأمون مبيض، إن: من تعرضوا لأحداث كبيرة مثل الحروب أو أي حادث مدني آخر، يصابون بالإجهاد النفسي ما بعد الصدمة، والذي يتمثل بوجود أعراض مختلفة أهمها ما يسمى بـ "الذكريات الراجعة"، أي يتذكّر الفرد فجأة الحدث الذي تعرّض له حتى بعد مرور أشهر أو سنوات طويلة عليه، أي يعيش الإنسان مجددًا الصدمة التي تعرّض لها.
كما أنه يمكن أن يتجنّب الأماكن أو الأشخاص الذين يرتبطون بالذكريات الصادمة، إضافة إلى إصابته بفرط التنبه حيث يبقى الشخص بحالة حذر وتلفّت خوفًا من تكرار الحدث الذي اختبره.
وأكد مبيض في حديث إلى "العربي" من قطر، أن الذكريات السيئة لا يمكن محوها، لكن يمكن الخضوع لعلاج نفسي وعصبي بعيدًا عن استخدام الأدوية لمساعدة الفرد على التأقلم مع صدماته منها، علاج يسمّى بـ "التنبيه الثنائي للدماغ" الذي يساهم في الفصل بين المشاعر السلبية والبكاء المصاحب للصدمات وبين الذكريات نفسها المتعلقة بتلك الصدمات.