تزعم إحدى الدراسات أن من ينشأ في منزل قريب من طريق مزدحم في طفولته، من المرجح أن يتم تشخيصه بالاكتئاب والقلق والسلوكيات الذهانية عندما يصبح راشدًا.
فبحسب صحيفة "ديلي ميل"، قام باحثون في بريطانيا بتحليل بيانات أكثر من 9000 شخص وُلدوا في التسعينيات وعاشوا في مناطق حضرية وضواحي ومناطق ريفية مختلفة.
ودرس الفريق مستوى تعرضهم للتلوث والضوضاء المرورية أثناء نموهم، وقام بمتابعتهم ثلاث مرات خلال سنوات المراهقة وأوائل مرحلة البلوغ.
ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين نشأوا في بيئة تتميز بمزيد من تلوث الهواء والضجيج كانوا أكثر عرضة بنسبة تصل إلى 22% للإصابة بالاكتئاب والقلق والهلوسة والأفكار المتطفلة، مقارنة بأولئك الذين يعيشون في مناطق أكثر هدوءًا ونظافة.
دراسة مستوى الضوضاء والتلوث
وبحسب الصحيفة، قام الفريق بقياس مستويات التلوث والضوضاء التي عانت منها المشاركات منذ الحمل وحتى سن 12 عامًا.
وأجرى الباحثون مقابلات مع أشخاص تتراوح أعمارهم بين 13 و18 و24 عامًا حول تجاربهم الذهانية، والتي شملت الهلوسة والأوهام والأفكار المتطفلة.
وفي المجمل، كان 19.5% من المشاركين يعانون من تجارب ذهانية، و11.4% يعانون من الاكتئاب، و9.7% يعانون من القلق.
عوامل تعزز القلق ومشاكل الصحة العقلية
وكتب الباحثون: "تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى تأثير التعرض المبكر لتلوث الهواء على تطور مشاكل الصحة العقلية لدى الشباب". كما وصفوا التعرض للتلوث والضجيج بأنه "ضار" بالصحة العقلية.
وأوضحوا أن التلوث الضوضائي "يمكن أن يزيد القلق عن طريق زيادة التوتر وتعطيل النوم والتأثير على الإدراك، مما يؤثر على التركيز خلال سنوات الدراسة".
وكشف الباحثون أن تلوث الهواء يسبّب أيضًا التهابًا في الدماغ ويتلف الأنسجة، كما يؤدي إلى انخفاض الوزن عند الولادة. وقد ترفع هذه العوامل من احتمالية الإصابة بمشاكل الصحة العقلية مثل الاكتئاب والقلق.
ونُشرت الدراسة في "جاما نتورك أوبن"، لكنها تعتمد على الملاحظة، لذلك لا يستطيع الباحثون أن يحددوا ما إذا كان التلوث والضوضاء هما سببان مباشران لحالات الصحة العقلية.