أعلنت الأمم المتّحدة اليوم الثلاثاء أنّ الصراع في السودان خلّف أكثر من 330 ألف نازح و100 ألف لاجئ منذ اندلاع الاشتباكات منتصف الشهر الفائت.
وحذّرت المنظمة الأممية من أنّ برامجها المخصّصة لتلبية الاحتياجات الإنسانية في السودان لم تؤمّن حتى اليوم سوى 14% من التمويلات اللازمة لعملياتها لهذا العام، وبالتالي فهي ما زالت بحاجة لـ1.5 مليار دولار لتلبية هذه الاحتياجات التي تفاقمت منذ اندلاع القتال.
دعوة أممية لمساعدة السودان
وخلال مؤتمر صحافي في جنيف، دعا ينس لاركيه المتحدّث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتّحدة "أوتشا" المجتمع الدولي إلى مدّ يد المساعدة لوكالات الإغاثة الإنسانية.
" أكثر من 17 ألف لاجئ تم تسفيرهم بحرا وبرا وجوا هربا من المعارك في #السودان".. مزيد من التفاصيل مع مراسلنا 👇 pic.twitter.com/NOK6w1RkEV
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 2, 2023
وأفاد المتحدّث أنّه "من دون ذلك، لا يمكننا العمل، الأمر بهذه البساطة"، مشيرًا إلى أنّ الوكالات الإنسانية كانت تعاني أساسًا من نقص في الأموال اللازمة لتمويل عملياتها الإنسانية في السودان حتى قبل اندلاع المعارك.
من جهته، أعلن متحدّث باسم المنظمة الدولية للهجرة خلال المؤتمر الصحافي نفسه أنّ المعارك الدائرة في السودان منذ منتصف أبريل/ نيسان أجبرت أكثر من 334 ألف شخص على النزوح داخل البلاد.
وقال المتحدّث: إنّ "عدد الذين نزحوا خلال الأسبوعين الماضيين يتجاوز عدد الذين نزحوا في كلّ عمليات النزوح المرتبطة بالنزاع في السودان في 2022".
ورغم هدنة يجري تمديدها بانتظام من دون الالتزام بها من قبل طرفي الصراع بالسودان، إلا أن جهودًا عربية وإفريقية تبذل للتهدئة، فيما يحذر المجتمع الدولي من وضع إنساني "كارثي".
وتخشى الأمم المتحدة فرار "أكثر من 800 ألف شخص" إلى الدول المجاورة للسودان مثل مصر وتشاد وإثيوبيا وإفريقيا الوسطى.
وخلال المؤتمر الصحافي نفسه، قالت المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين، أولغا سارادو: إنّ "هذه الحالة الطارئة لا تزال في بداياتها ونحن نحاول وضع أرقام لإعطاء فكرة عن حجم هذه الحالة الطارئة".
وأوضحت أنّ المفوضية تقوم حاليًا بتسجيل اللاجئين على أن تكون لديها صورة أفضل عن الوضع في الأسابيع المقبلة.
وقالت: "في الانتظار، نقدّر بأكثر من 100 ألف شخص عدد الذين فرّوا من السودان إلى الدول المجاورة"، مشددة على أنه "من الصعب للغاية التنبّؤ بما سيحدث. الأمر رهن بما سيحدث في السودان".
مستوى الخطر "متوسط"
في غضون ذلك، أكدت منظمة الصحة العالمية، اليوم الثلاثاء أنها وجدت إثر تقييم للمخاطر أن مستوى الخطر "متوسط" بعد استيلاء أحد طرفي الصراع في السودان على مختبر تابع لهيئة صحية عامة في العاصمة الخرطوم.
وقال المتحدث باسم المنظمة طارق ياساريفيتش في مؤتمر صحفي بجنيف إن "الوضع والخطر يعتبران متوسطي" الدرجة.
وأضاف: "هذا لأن المختبر لا يستطيع القيام بوظيفته الرئيسية، وهي التحليل والتشخيص، بسبب نقص الوقود ونقص العاملين المدربين".
وذكر ممثل المنظمة في السودان الأسبوع الماضي أن هناك "مخاطر بيولوجية كبيرة" في العاصمة السودانية الخرطوم بعد أن استولى أحد الطرفين المتحاربين على المختبر الذي يحتوي على مسببات الكوليرا وغيرها من المواد الخطرة.