نال حريق كبير من أرواح 41 شخصًا بكنيسة أبو سيفين القبطية الأرثوذكسية بحي إمبابة غربي العاصمة المصرية القاهرة بينهم الكاهن، وجُرح العشرات.
وفيما فتحت وزارة الداخلية المصرية تحقيقًا في الحادث، أشارت في بيان إلى أن الحريق شبّ من جراء تماس كهربائي في مكيّف بالطابق الثاني من المبنى أثناء القداس الصباحي.
ولفتت إلى أن انبعاث دخان كثيف من المبنى والتدافع للفرار من النيران كانا السبب الرئيس في حالات الإصابات والوفيات.
وكانت نحو 30 شاحنة إطفاء قد هرعت لإخماد الحريق. وما ضاعف حصيلة الضحايا هو اختناق السكان من الدخان الناجم عنه. وقد كان من جيران الكنيسة حضانة للأطفال.
"تركة ثقيلة من نظام مبارك"
وتلفت الصحافية المتخصصة في شؤون الكنيسة سارة علّام، إلى أن ما جرى تركة ثقيلة من نظام مبارك أزهقت أرواح الأطفال، فهو نتيجة لغياب أي إطار قانوني لبناء الكنائس في مصر لمدة مئة سنة.
وتشير في حديثها إلى "العربي" من القاهرة، إلى أن الكنيسة التي احترقت هي من ضمن كنائس بُنيت في ظل غياب هذا القانون، بتفاهمات شفهية بين الأمن والكنيسة.
وتذكر أن الكنائس كانت تبنى عادة، وفي ظل غياب قانون بناء الكنائس، في بيوت في القرى وفي المناطق الشعبية، يُوضع عليها لاحقًا صليب وتُبنى عليها قبة.
41 قتيلا حتى الآن وعشرات المصابين.. حريق يلتهم #كنيسة_أبو_سيفين بمحافظة الجيزة في #مصر، والنيابة العامة تباشر إجراءات التحقيق @AnaAlarabytv pic.twitter.com/IriAMY2dUH
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 14, 2022
وتقول: إن الكنيسة في مصر قدمت حوالي 3500 ملف لكنائس بغرض تقنينها عقب صدور قانون عام 2016 لبناء وترميم الكنائس.
بدوره، يوضح عضو مجلس النواب المصري عماد خليل، أن كنيسة أبو سيفين مقننة منذ عام 2019، وذلك نقلًا عما ذكره القمّص ميخائيل أنطون، نائب رئيس لجنة تقنين أوضاع الكنائس، في لقاء إعلامي.
ويتحدث في مداخلة على شاشة "العربي"، عند ما وصفه أيضًا بـ "الإرث الثقيل"، حيث كان أكثر من نصف الكنائس في مصر مفتوحة بموافقة شفهية لصعوبة الحصول على ترخيص.
دول عربية وغربية تعزي مصر
وعزى مصر بضحايا الحادثة عدد من قادة الدول أو خارجياتها وسفاراتها وكذلك المنظمات الأممية والإقليمية. من بين المعزين تركيا وروسيا وألمانيا وإسبانيا وفرنسا وبريطانيا وكوريا الجنوبية وباكستان، وكذلك كل من وفد الاتحاد الأوروبي بمصر ومكتب الأمم المتحدة فيها ومنظمة التعاون الإسلامي.
على المستوى العربي، وصفت الخارجية السعودية الحريق بـ"المروع"، معربة عن بالغ الحزن والأسى.
وبعث الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، ونائبه الشيخ عبد الله بن حمد آل ثاني، برقيتي تعزية إلى الرئيس المصري، وتمنيا الشفاء العاجل للمصابين .
وعزت مصر ببيانات صادرة عن خارجيتها كل من الإمارات والأردن والكويت والبحرين وتونس والجزائر.
كما تم إرسال برقيات تعزية منفصلة للرئيس المصري في الحادث، من أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وسلطان عمان هيثم بن طارق، ورئيس فلسطين محمود عباس، والعراق برهم صالح، ورئيس وزراء لبنان نجيب ميقاتي ونظيره اليمني معين عبد الملك.