أفاد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان الجمعة أن الجيش الإسرائيلي يطلق العنان لجنوده في قطاع غزة للإقدام على ممارسات غير أخلاقية بحق المدنيين الفلسطينيين خلال مداهمة منازلهم، تشمل سرقة الممتلكات وأعمال النهب.
ووثق المرصد سلسلة حالات تكشف تورط جنود إسرائيليين في سرقات ممنهجة لأموال ومتعلقات الفلسطينيين، بما يشمل الذهب ومبالغ مالية وهواتف نقالة وأجهزة حاسوب محمولة.
ومنذ نهاية شهر أكتوبر/ تشرين أول الماضي، يواصل الجيش الإسرائيلي تنفيذ عمليات عسكرية برية في داخل قطاع غزة، تتضمن اقتحام المناطق السكنية ومداهمة المنازل وشن حملات اعتقال عشوائية من داخلها بحق المدنيين.
الجيش الإسرائيلي ينهب منازل الفلسطينيين في غزة
وتظهر شهادات جمعها الأورومتوسطي أن مداهمات الجيش الإسرائيلي تتجاوز الاعتقالات التعسفية والإخفاء القسري والإعدام الميداني إلى تخريب متعمد للممتلكات وسرقة المقتنيات الشخصية، ومن ثم حرق المنازل بعد نهبها في إطار نهج يقوم فيما يبدو على الانتقام الجماعي من السكان الفلسطينيين.
وقال الأورومتوسطي إن تقديراته الأولية بناء على ما وثقه من إفادات -ما يزال يواصل جمعها حتى تاريخ البيان- بأن سرقة متعلقات شخصية لمدنيين فلسطينيين وأعمال نهب واسعة لمقتنيات ثمينة قام بها الجيش الإسرائيلي قد تتجاوز حصيلتها عشرات الملايين من الدولارات.
من جهته، قال الفلسطيني ثابت سليم (في الأربعينيات من عمره)، لفريق الأورومتوسطي: إن "قوات الجيش الإسرائيلي عمدت إلى نهب كل ما يتوفر من أموال وذهب لدى اعتقاله واثنين من أبنائه من داخل منزلهم في حي الزيتون جنوبي مدينة غزة. وأضاف أنه تم إطلاق سراحه وحده قبل يومين، فيما ما يزال لا يعلم شيئًا عن مصير أبنائه.
وذكر سليم أن قيمة ما أخذه الجنود من مبالغ مالية في منزله تتجاوز 10 آلاف دولار أميركي موزعة على عدة عملات، يضاف إليها مبلغ مماثل تقريبًا عبارة عن "ذهب لزوجتي وزوجة نجلي البكر".
أما السيدة أم محمد غربية من سكان حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، فأبلغت فريق الأورومتوسطي أن قوات الجيش الإسرائيلي انتزعت بالقوة حليها الذهبية التي كانت ترتديها خلال مداهمة منزلهم واعتقال زوجها ونجلها البكر منتصف هذا الشهر.
تخريب وسرقة
وقال حسين الطناني من سكان حي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة إنه تفاجأ بعد عودته إلى منزله الذي تعرض لمداهمة الجيش الإسرائيلي أثناء نزوحه وعائلته إلى مدرسة قريبة تابعة للأمم المتحدة بتخريب شامل في محتوياته وسرقة مبالغ مالية وجهاز حاسوب.
وتتطابق الشهادات التي تلقاها المرصد الأورومتوسطي مع ما نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية في 15 ديسمبر/ كانون أول الجاري بشأن "استيلاء" الجيش الإسرائيلي على مبالغ مالية تتجاوز قيمتها 5 ملايين شيكل إسرائيلي (نحو 1,351,350 دولار أميركي) بزعم السيطرة عليها من "وحدة الغنائم" في شعبة التكنولوجيا واللوجستيات في الجيش.
وذكر الأورومتوسطي أن المبلغ المعلن عنه قد يكون جزءًا صغيرًا من أعمال سرقة ونهب لم يبلغ عنها الجنود، في وقت انتشر فيه مقطع مصور لثلاثة من الجنود يبيعون بشكل شخصي حليًّا ذهبية في أحد متاجر الضفة الغربية بعد سرقتها من منزل في غزة.
ولفت المرصد الأورومتوسطي إلى تعمد جنود إسرائيليين نشر مقاطع مصورة على منصات التواصل الاجتماعي توثق تعمدهم تخريب منازل المدنيين في قطاع غزة، أو رسم شعارات عنصرية أو يهودية على الجدران، إلى جانب التفاخر بالاستيلاء على أموال ومقتنيات ثمينة.
وقالت السيدة علياء النجار (34 عامًا) في إفادة لوسائل إعلام، إنها شاهدت بعض حليها الذهبية التي كانت تحتفظ بها مع متعلقات والدتها في أحد المقاطع المصورة التي نشرها جنود إسرائيليون، من بينها قطعة ذهبية اشترتها من قيمة أول راتب حصلت عليه كمعلمة، وهي سوار ذهبي مميز كونه مصمم على شكل ورقة شجر من (عيار 24).
وذكرت "النجار" أن جنديًا إسرائيليًّا عرض سوارها في مقطع مصور داخل حافظة قماشية تملكها والدتها، وتضع فيها قطع ذهب أخرى ومقتنيات ثمينة، وعندها علقت على الفيديو قائلة للجندي: "أنتم لصوص"، قبل أن يحذف الجندي المقطع.
وظهر مقطع آخر لجندي إسرائيلي يعرض فيه قلادة فضية مكتوب عليها "صنع في غزة"، ويقول إنه سيهديها لصديقته. كما ظهر جندي آخر يمسك غيتارًا موسيقيًّا ويعزف عليه ويغني فوق ركام أنقاض المنازل التي تم تدميرها في غزة.
ودعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى تحقيق دولي شامل ومحايد في الانتهاكات الجسيمة بحق السكان في قطاع غزة وممتلكاتهم من قوات الجيش الإسرائيلي التي ما برحت تلحق الدمار والأضرار بالمدنيين بلا ضابط أو رادع، واتخاذ إجراءات تضمن المساءلة والمحاسبة القانونية.