الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

ذوبان بوتيرة أسرع.. تقلص الأنهار الجليدية السويسرية إلى النصف منذ 1931

ذوبان بوتيرة أسرع.. تقلص الأنهار الجليدية السويسرية إلى النصف منذ 1931

شارك القصة

نافذة عبر "العربي" حول التداعيات الكارثية للاحتباس الحراري ومنها تهديده بضياع بيانات علمية ثمينة (الصورة: غيتي)
لفهم تطورها بشكل أفضل، قام باحثون بإعادة بناء تضاريس مجموعة الأنهار الجليدية السويسرية التي كانت موجودة عام 1931، وقد استخدموا لهذه الغاية صورًا أرشيفية.

أفادت دراسة نشرها علماء اليوم الإثنين، بأن الأنهار الجليدية السويسرية خسرت نصف حجمها منذ عام 1931. وقد توصلوا إلى هذه الخلاصة، بعدما أعادوا بناء تراجع هذه الأنهار في القرن العشرين.

وتتم مراقبة ذوبان الأنهار الجليدية في جبال الألب، التي ينسبها الخبراء إلى ظاهرة الاحتباس الحراري، منذ أوائل القرن الحادي والعشرين. 

لكن الباحثين لم يعرفوا الكثير عن تطوّرها في العقود السابقة، لأنه لم تتم مراقبة سوى بعض الأنهار الجليدية عن كثب.

استخدموا صورًا أرشيفية 

ولفهم تطورها بشكل أفضل، قام باحثون من الكلية الفدرالية للفنون التطبيقية في زيورخ والمعهد الفدرالي للأبحاث حول الغابات والثلوج والمناظر الطبيعية، بإعادة بناء تضاريس مجموعة الأنهار الجليدية السويسرية، التي كانت موجودة عام 1931.

ولفتت المؤسستان البحثيتان في بيان، إلى أنه "بناء على إعادات التشكيل وبالمقارنة مع معطيات العقد الأول من القرن الـ21، توصّل الباحثون إلى أن حجم الأنهار الجليدية انخفض إلى النصف بين عامَي 1931 و2016". 

وتشير الدراسة التي نُشرت في المجلة العلمية "لا كريوسفير"، إلى أن علماء الجليد استخدموا صورًا أرشيفية (21700 صورة التُقطت بين عامَي 1916 و1947) تغطّي 86% من السطح الجليدي السويسري، كما استخدموا القياس بناء على المجسم، وهي تقنية تحدد طبيعة وشكل وموقع الشيء باستخدام الصور.

وقال إيريك مانرفيلت، الباحث الرئيسي في الدراسة، في بيان: "إذا عرفنا التضاريس السطحية لنهر جليدي في وقتين مختلفين، يمكننا حساب الفرق في حجم الجليد". 

ذوبان بوتيرة أسرع

وبدا نهر فيشر الجليدي، الذي لم يبقَ منه سوى عدد قليل من البقع البيضاء الصغيرة عام 2021، وكأنّه بحر ضخم من الجليد عام 1928.

ويشير العلماء إلى أن الأنهار الجليدية لم تتراجع بشكل متواصل خلال القرن الماضي. فقد عرفت فترات نمو في عشرينيات وثمانينيات القرن الماضي. 

ويوضح دانيال فارينوتي، أحد الباحثين المشاركين في الدراسة وأستاذ علم الجليد في الكلية الفدرالية للفنون التطبيقية في زيورخ وفي المعهد الفدرالي للأبحاث حول الغابات والثلوج والمناظر الطبيعية، أنه على الرغم من هذا النمو على مدى فترات قصيرة، "تُظهر مقارنتنا بين عامَي 1931 و2016 بوضوح أنّه كان هناك تراجع جليدي كبير خلال هذه الفترة".  

وتذوب أنهار الجليد الآن بوتيرة أسرع أكثر فأكثر. فرغم أنها خسرت 50% من حجمها بين عامَي 1931 و2016، إلا أنّها خسرت أكثر من 12% في ستة أعوام فقط بين عامَي 2016 و2022، وفقًا لشبكة المسح الجليدي السويسرية "غلاموس". 

ويؤكد فارينوتي أنّ الأدلة لا يمكن دحضها، وهي تفيد بأنّ "تراجع الأنهار الجليدية يتسارع".

ضياع كنوز من البيانات

ويهدد ارتفاع درجات الحرارة بضياع كنوز من البيانات العلمية الثمينة الكامنة بين طبقات الأنهر المتجمدة.

ويمكن للعلماء استنتاج عمر تاريخ نمو الجليد في الفترات الباردة أو عندما تسببت الظروف الأكثر دفئًا بذوبانه، استنادًا إلى عمر هذه المواد والعمق الذي وجدت فيه.

وتلفت دارسة نشرتها مجلة Nature Climate Change، إلى أن أكبر الصفائح الجليدية في العالم بغرينلاند، وأنتركتيكا، ستتعرض لأسوأ السيناريوهات الممكنة جراء عمليات الذوبان، إذ تذوب جبال الجليد في غرينلاند لوحدها بمعدل 6 مليارات طن يوميًا.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
تغطية خاصة
Close