الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

"رحلة للتكفير عن الذنب".. البابا يزور كندا للاعتذار للسكان الأصليين

"رحلة للتكفير عن الذنب".. البابا يزور كندا للاعتذار للسكان الأصليين

شارك القصة

فقرة من "شبابيك" تلقي الضوء على الانتهاكات والجرائم التي طالت السكان الأصليين في كندا (الصورة: غيتي)
في رحلة وصفها بأنها رحلة للتكفير عن الذنب، يزور البابا كندا للاعتذار عن الانتهاكات التي ارتكبتها مدارس داخلية كان يديرها كاثوليك بحق أطفال السكان الأصليين.

يصل البابا فرنسيس اليوم الأحد إلى كندا في زيارة وصفها بأنها "رحلة للتكفير عن الذنب"، للاعتذار عن الانتهاكات التي ارتكبتها مدارس داخلية كان يديرها كاثوليك، في حق أطفال السكان الأصليين.

ومن المتوقع أن تهبط طائرة البابا في إدمونتون بإقليم ألبرتا الغربي في الساعة 17:20 بتوقيت غرينتش صباح الأحد، في أول محطة من ثلاث محطات في جميع أنحاء البلاد.

ويزور البابا مدينة كيبيك وإيكالويت عاصمة إقليم نونافوت ويغادر يوم الجمعة.

وقال راندي إرمينسكين زعيم قبائل إريمنسكين كري في ماسكواسيس حيث يعيش 19 ألف شخص من السكان الأصليين من أربعة شعوب مختلفة: إن "وجود البابا هنا سيساعد الكثير من الناس على الأرجح. سيسمع البعض أشياء يمكن أن تساعدهم على المضي قدمًا في حياتهم".

"إبادة ثقافية"

وبين نهاية القرن التاسع عشر وتسعينيات القرن الماضي، أجبر أكثر من 150 ألفًا من أفراد قبائل الأينويت والخلاسيين أو أفراد الشعوب الأولى، على دخول أكثر من 130 مدرسة داخلية في جميع أنحاء البلاد. وقد فصلوا عن عائلاتهم ولغتهم وثقافتهم، وغالبًا ما كانوا ضحايا انتهاكات.

وتعرض العديد من الأطفال للتجويع والضرب والاعتداء الجنسي في نظام وصفته لجنة الحقيقة والمصالحة الكندية بأنه "إبادة ثقافية".

وعلى الرغم من معرفة زعماء كندا بوفاة أعداد كبيرة من الأطفال في هذه المدارس منذ عام 1907، فقد اكتسبت هذه القضية أهمية كبيرة بعد اكتشاف قبور مجهولة في أو بالقرب من أماكن تلك المدارس الداخلية السابقة في العام الماضي.

وردًا على الضغوط الناجمة عن اكتشاف هذه القبور، اعتذر البابا عن دور الكنيسة الكاثوليكية في المدارس في وقت سابق من هذا العام خلال زيارة قام بها مندوبون من السكان الأصليين إلى الفاتيكان.

"قليل من العدالة"

والآن يأتي البابا للاعتذار على الأراضي الكندية. ولكن الناجين وزعماء السكان الأصليين قالوا لوكالة "رويترز" إنهم يريدون أكثر من مجرد الاعتذار.

وقال ويلتون ليتلتشايلد الذي أمضى 14 عامًا في عدد من هذه المدارس الداخلية: "سيكون لاعتذار البابا نتائج كبيرة".

وأضاف هذا المحامي المدافع عن حقوق السكان الأصليين وعمل طوال حياته من أجل دفع الحوار بين الكنديين والشعوب الأصلية في البلاد قدمًا، أن هذه الاعتذارات تمثل خطوة أساسية. وقد أصبحت المصالحة من أهم قضايا حكومة جاستن ترودو في السنوات الأخيرة.

وتابع ليتلتشايلد (78 عامًا) الذي كان يتحدث لوكالة فرانس برس: "بعد الحصول على الاعتذارات، يمكن للناس أن يبدأوا بالتعافي والتوصل إلى نتيجة، على الأقل بالنسبة للبعض، مفادها أن هناك أخيرًا بعض العدالة، وبعد ذلك يمكنك التحدث عن مصالحة".

وحتى اليوم، يعيش عدد كبير من السكان الأصليين الذين يمثلون اليوم 5% من سكان كندا في فقر، والعنصرية مستمرة. وما زالت العلاقات بين الدولة الكندية والشعوب الأصلية المعروفة باسم "الأمم الأولى" محددة بـ"القانون المتعلق بالهنود"، وهو نص صدر في 1876 وأدى إلى إقامة مئات المحميات في البلاد.

وفي ماسكواسيس تذكّر لوحة تذكارية بوجود مدرسة إريمنسكين الداخلية التي فتحت في 1894 ودُمرت الآن.

"حاجة لكل كندا"

وفي سياق متصل، ما زال إدمان الكحول ومعدلات الانتحار المرتفعة يدمران مجتمعات السكان الأصليين الذين يعانون صدمة المدارس الداخلية، وكل سياسة الاستيعاب التي كانت مطبقة واعترفت الدولة الكندية بأنها "إبادة جماعية ثقافية".

لكن بالنسبة لهذه الأم الشابة التي وضعت سيكارة خلف أذنها ويظهر وشم بشكل وردة على يدها من المهم أن "يعترف البابا" بمسؤولية الكنيسة، لكن ذلك "لن يغير كل ما حدث".

ويذهب براين لي (68 عامًا) أبعد من ذلك. فالرجل الذي يقول إنه تعلم في هذا النظام "أن يكره شعبه" وسمع مرارًا أن "لغته هي لغة الشيطان"، يأمل ألا يتوقف البابا عند هذا الحد وأن يدعم تعلم اللغات التي يضمحل استخدامها تدريجيًا.

وقال: "أعتقد أنه إذا تحدث الجميع، من الأطفال إلى الكبار، لغتنا مجددًا، فسيكون مجتمعنا أفضل".

وفي يونيو/ حزيران الماضي، قررت كندا دفع 1,3 مليار دولار كندي (960 مليون يورو) لمجموعة من السكان الأصليين في غرب البلاد، تعويضًا عن سرقة جزء من أراضيها في بداية القرن الـ20.

وعام 1910، استولت الحكومة الكندية على حوالي نصف أراضيهم لبيعها للمستوطنين، على الرغم من توقيع معاهدة قبل ثلاثين عامًا.

وكانت المحاكم في مقاطعات كندية عدة شهدت في فبراير/ شباط الماضي، دعاوى قضائية مرفوعة باسم آلاف النساء من السكان الأصليين، تعرضن للتعقيم قسرًا في المستشفيات الحكومية.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close