رحيل "إمبراطور" صفقات الانتقالات في كرة القدم.. من هو مينو رايولا؟
واكبت الصحافة الرياضية حول العالم، اليوم الأحد، خبر رحيل الرجل الأكثر شهرة خلف الكواليس في عالم كرة القدم، مينو رايولا، وهو أبرز وكيل أعمال للاعبين المحترفين في أوروبا، بعد وفاته أمس السبت عن عمر ناهز 54 عامًا.
وكان رايولا أكثر الوكلاء غرابة والأكثر نجاحًا في الوقت نفسه في عالم الساحرة المستديرة، فوقف خلف بعض أكبر صفقات الانتقالات في آخر عقد ونصف.
وقبل أن ينهي واحدة من أهم الصفقات المتوقعة خلال الصيف المقبل مع اللاعب النروجي العملاق آرلينغ هالاند، طوى رايولا صفحة أثارت الجدل لسنوات طويلة، وتلقى الرجل خلالها انتقادات واسعة وكذلك إشادات بنجاحاته المالية ضمن صفقات اللاعبين.
الرجل الذي يخشاه الرؤساء
وفي رحيله، احتل اسم رايولا مجددًا مواقع التواصل الاجتماعي، بفضل هواة اللعبة الشعبية الأولى حول العالم. لكن الحديث عن الرجل انقسم بين انتقاد مسيرته، وبين الإعجاب بالإيطالي الذي خرج من بلدة أغري المتواضعة، وسطر أعظم صفقات انتقال في تاريخ اللعبة، وصلت حد ربح صافي قدر بـ25 ميلون يورو من صفقة انتقال واحدة فقط، وهي صفقة الفرنسي بول بوغبا من يوفنتوس إلى مانشستر يونايتد.
وكان يكفي رايولا حمل هاتفه النقال وبلباسه المتواضع، ليخشى كبار رؤساء الأندية من عناده في أي صفقة. ووقف الوكيل الإيطالي خلف لاعبين كبار أمثال السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، وماريو بالوتيلي الإيطالي، إضافة لبوغبا وهالاند.
رايولا الذي أدخل نسب العمولة المرتفعة لوكلاء اللاعبين، كان موضع جدل في اللعبة التي باتت تعطي أرباحًا ضخمة على المحترفين في أوروبا.
الإمبراطور
غرابة رايولا لا تقتصر على تصريحاته وتصرفاته، فالإيطالي كان يملك شركة محاسبة تسمى Maguire Tax & Legal، وهذا الاسم مستوحى من فيلم حائز على جائزة الأوسكار من بطولة توم كروز.
وكان راويلا رضيعًا حين هاجر والداه إلى هولندا، واستقرا في هارلم. ونشأ في هذه البلدة قبل أن يصبح لاعبًا موهوبًا إلى حد ما في شبابه، ولعب مع ناديه المحلي قبل أن يقرر التوقف في سن مبكر. بعدها، اتجه لدراسة القانون، من دون أن يفقد شغفه بكرة القدم، واختار تولي مسؤولية فريق هارلم.
ونقل موقع "غول" العالمي أن في بداية نشأته، كان رايولا فظًا مع أصحاب المناصب العليا، واستفاد من فترة تألق اللاعبين الهولنديين خلال حقبة الثمانينيات في القرن الماضي، بخاصة مع جنيهم الأموال في صفقات الانتقال إلى بلده الأم في إيطاليا، التي كانت أنديتها حينها تستقطب أهم لاعبي العالم.
ودخل رايولا باب وكلاء اللاعبين خلال تلك الفترة، وكانت صفقته الأولى المميزة مع اللاعب دينيس برغكامب نجم أياكس ومنتخب الطواحين إلى فريق إنتر ميلان، لتبدأ رحلة "إمبراطور الصفقات".
سلفادور دالي والموناليزا
وعرف عن الإيطالي أنه كان بارعًا في إرضاء اللاعبين على حساب الأندية، الأمر الذي جعله مقصدًا للمواهب، وهذا ما جعل السير أليكس فيرغسون المدرب الأسطوري لمانشستر يونايتد، بعيدًا عن الإعجاب برايولا، حتى أبدى الرجلان كراهية لبعضهما البعض، وباتا "كالزيت والماء" بحسب فيرغسون.
وقال رايولا ذات يوم: "أعتقد أنه عندما يقرر اللاعب ترك فريق يجب أن يغادر فورًا". ومن أقواله: "لا أقدم التنازلات مطلقًا، أنا أعمل حصريًا لمصلحة موكلي. اللاعبون هم ثروتي ولدي مسؤولية كبيرة تجاههم. ومع ذلك، لم أقم مطلقًا بأي خطوة لا أؤمن بها".
بالأمس، رحل رايولا تاركًا خلفه حقبة غنية في عالم كرة القدم والأموال، وذكرى رجل تكلم 8 لغات مختلفة، ووصف اللاعب بوغبا بلوحة للرسام سلفادور دالي، وقال إن انتقال إبراهيموفيتش إلى باريس سان جيرمان قد وفّر لزوار العاصمة الفرنسية أخيرًا شيئًا يمكنهم رؤيته بخلاف لوحة الموناليزا.