اعتبر الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، أن حادث جنوح السفينة "إيفر غيفن" في قناة السويس أعاد التأكيد على أهمية الممر المائي، وذلك خلال زيارة لهيئة قناة السويس لتهنئة طاقمها بتعويم السفينة.
وأشار السيسي إلى أنّه يريد إرسال رسالة واضحة للعالم بأن قناة السويس عادت لطبيعتها، كاشفًا في الوقت نفسه أن مصر تعمل على ربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط بشبكة من الموانئ وخطوط السكك الحديدية.
وفي سياق متصل، تعهد السيسي بشراء كافة المعدات التي تحتاجها قناة السويس لمواجهة الأزمات الطارئة غداة تعويم السفينة. وأضاف: "مهم للغاية توفير أية معدات ومستلزمات تكون موجودة بشكل مستمر لتساهم في قدرة الهيئة، وتلبي مطالبها في ظل حركة تطور السفن".
من جهته، أشار رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع إلى خطة توفير قاطرات تصل قوة شدها إلى 250 و300 طن، لافتًا إلى أن ما تمتلكه مصر من قاطرات في الوقت الحالي تصل قوة شدها إلى 160 طن.
وقال: "تم التعاقد مع شركة صينية على 5 قاطرات.. يتم بناء اثنتين في الصين وثلاث في ترساناتنا هنا".
140 سفينة ستعبر اليوم من قناة السويس
في غضون ذلك، كشف ربيع أن الهيئة تتوقع مرور 140 سفينة من الممر المائي اليوم الثلاثاء بعد أن عبرت 113 سفينة الليلة الماضية في أعقاب تعويم السفينة "إيفر غيفن".
واستؤنفت حركة الملاحة في قناة السويس مساء أمس الإثنين بعد أنْ أعادت قاطرات تعويم السفينة الجانحة التي يبلغ طولها 400 متر، بعيدًا عن المنطقة التي جنحت بها يوم 23 مارس/ آذار.
وأوضح ربيع أن 95 سفينة ستعبُر بحلول الساعة السابعة بالتوقيت المحلي (الخامسة بتوقيت غرينتش)، و45 سفينة أخرى بحلول منتصف الليل. وعبر عن أمله في الانتهاء من عبور السفن التي توقفت بسبب الأزمة خلال ثلاثة إلى أربعة أيام.
لا دعاوى حتى الآن
من جهتها، قالت يومي شينوهارا، نائبة مدير قطاع إدارة الأساطيل في شركة “تشوي كيسين” اليابانية المالكة للناقلة العملاقة التي عطّلت الملاحة لمدة أسبوع: "إن الشركة لم تتلقَ مطالبات بتعويضات أو إشعارات بدعاوى قضائية للتعويض عن أضرار بسبب تعطيل الممر المائي"، وذلك في اتصال هاتفي مع رويترز.
وأكدت أن الشركة ما تزال تحقق في سبب الواقعة والتكلفة بما فيها مدفوعات التأمين والتعويضات المحتملة عن الأضرار. ولم تخضْ في مزيد من التفاصيل.
وبلغت الخسائر التي تكبّدتها القناة نتيجة حادث جنوح السفينة حوالي 14 إلى 15 مليون دولار إيرادات مفقودة يوميًا، وإن كان سيتم استدراك هذه الإيرادات وتحصيلها مع عبور السفن في الأيام القادمة، بحسب ما أوضح الخبير الدولي في النقل البحري واللوجستيات أحمد سلطان.
ولفت الخبير سلطان، في حديث إلى "العربي"، إلى أنه تضاف إلى ذلك تكلفة عملية الإنقاذ نفسها، والتي تشمل تكاليف القاطرات والعمالة والوقود وغير ذلك، وهي كلفة لا تزال حتى الآن قيد الحساب والتقديرات.
وكان رئيس هيئة قناة السويس أعلن، في بيان الإثنين، "استئناف حركة الملاحة بقناة السويس بعد نجاح الهيئة بإمكانياتها في إنقاذ وتعويم سفينة الحاويات إيفر غيفن".
يذكر أنّ سفينة الحاويات "إم في إيفر غيفن" جنحت، الأسبوع الماضي، وتوقفت في عرض مجرى قناة السويس فأغلقته بالكامل، ما عطّل الملاحة في الاتجاهين.
وكانت السفينة البالغ طولها 400 متر وعرضها 59 مترًا وحمولتها الإجمالية 224 ألف طن، تقوم برحلة من الصين إلى روتردام في هولندا.
وأدّى تعطل الملاحة إلى ازدحام مروري في القناة وتشكل طابور انتظار طويل زاد عن 420 سفينة، وتأخير بالغ في عمليات تسليم النفط ومنتجات أخرى.