السبت 16 نوفمبر / November 2024

رعب وملاحقة أمنية.. لماذا طلب يوتيوبر شهير من متابعيه ألا يأتوا إلى مصر؟

رعب وملاحقة أمنية.. لماذا طلب يوتيوبر شهير من متابعيه ألا يأتوا إلى مصر؟

شارك القصة

تحقيق لـ"أنا العربي" حول إقرار ضريبة على صناع المحتوى الرقمي في مصر (الصورة: يوتيوب)
وثق اليوتيوبر "سوني" تجربته "المرعبة" في مصر بواسطة كاميرا خفية، وذلك بعد أن صادرت القوى الأمنية معدات التصوير الخاصة به علمًا أنه كان يحمل ترخيصًا.

صدم أحد أشهر اليوتيوبرز العالمين المختصين في إنتاج المحتوى المتعلق بالأكل متابعيه، بوصفه مصر بأنها "أسوأ مكان للتصوير في إفريقيا"، وذلك بعد تجربة وصفها بـ"الكابوس".

أثارت هذه التعليقات جدلًا كبيرًا على مواقع التواصل وفي الإعلام، لا سيما أن اقتصاد مصر يعتمد بشكل كبير على الواردات السياحية التي تمثل أكثر من 12% من الناتج المحلي، ويعرف هذا البلد بشكل خاص باستقباله السياح ورعايته للإنتاج الفني والإعلامي.

وفي التفاصيل، نشر المؤثر الأميركي ويل سونبوشنر المعروف باسم "سوني" سلسلة فيديوهات على قناته عبر موقع يوتيوب يوم 5 أبريل/ نيسان الجاري، التي تضم أكثر من 8 ملايين مشترك، يوثّق من خلالها تجربته لاكتشاف الطعام المصري.

رحلة استكشاف تتحول إلى "كابوس"

فخلال زيارته إلى مصر، كان يفترض أن تكون تجربة سونبوشنر مثيرة للاهتمام لاكتشاف الأطباق المصرية الشهيرة لا سيما الفول والكشري، لكنها تحولت إلى "كابوس أمني" بحسب وصف اليوتيوبر.

فالفيديو الأول كان تعريفيًا مدته 5 دقائق، وحمل عنوان "جولة الأكل في مصر.. أسوأ بلد للتصوير في إفريقيا" حيث تضمنت صورة الواجهة أيضًا كلمة "أسوأ بلد".

والثاني كان بعنوان "كابوس جولة الطعام في مصر.. الشرطة أوقفتنا"، فيما حملت صورة واجهة الفيديو كلمة "لا تأتوا إلى هنا"، وتحدث الرجل في الفيديوهين عن التفاصيل الغريبة لرحلته إلى مصر.

وبدأ "سوني" الفيديو بقوله: "يجب أن يكون الشعار في مصر اتركوا كاميراتكم في بلدانكم وأحضروا نقودكم، هم لا يريدونكم أن تصوّروا في مصر"، فتبين أنه فور وصول سونبوشنر إلى الفندق احتجز من قبل الشرطة لنحو 6 ساعات حيث سألته السلطات الأمنية عن تصريح التصوير.

وكان "سوني" قد حصل بالفعل على تصريح من الهيئة العامة للاستعلامات، كما فتشت حقائبه وحقائب فريقه وانتهى الأمر بمصادرة كامل معداتهم.

فقام اليوتيوبر بتوثيق كل ما حصل معه بالصوت والصورة عبر كاميرا خفية وشرح يوم الأربعاء تفاصيل ما حصل معه لجمهوره، قائلًا: "منذ حوالي الساعة الرابعة والنصف صباحًا إلى الساعة العاشرة كان أفراد الشرطة يطرحون علينا جميع أنواع الأسئلة ويعاملوننا كأننا مجرمون".

وأردف: "إنه أمر مهين كانوا يفتشون أغراضنا الشخصية وانتهى الأمر بمصادرة جميع أدوات التصوير من كاميرات وأدوات إضاءة وغيرها".

رعب وخوف وتوقيف

لكن "سوني" لم يستسلم للأمر الواقع، وقرر حينها تصوير السلسلة التي أتى من أجلها بواسطة هاتفه، فتابع رحلة استكشاف المطبخ المصري حيث جرب طعام الإفطار عند المطعم الشعبي الشهير "سعد الحرامي".

ثم ذهب إلى كواليس أحد المخابز، إنما بعدها أوقفته القوى الأمنية للمرة الثانية واقتادوه إلى مركز الشرطة مطالبين إياه بحذف ما صوره بحجة أن المحتوى "ليس جميلًا".

وذكر صانع المحتوى الذي وثق أيضًا عملية التوقيف الثانية بكاميرا خفية: "لقد انتهينا للتو من التحقيق في قسم الشرطة، أخبرونا أن اللقطات التي صورناها ليست جميلة ولا تفي بالمعايير وطلبوا منا أن نحذفها".

وأشار إلى أن الشرطة حذفت الفيديوهات لكنه كان قد خزنها سحابيًا قبل مصادرة هاتفه، وبالإضافة إلى ما حصل معه اكتشف "سوني" بعد أن أعادوا إليه هاتفه أنهم حذفوا المواد بشكل أولي ولم يحذفوها نهائيًا من خاصية "سلة المهملات". 

وقال اليوتيوبر في تصريحه: "في كل مرة نصور فيها داخل القاهرة نلتفت بحذر حولنا، ومصابين بالرعب والخوف، إنه أمر مزعج ولا أحبه".

وحصد الفيديو الأول حتى الآن أكثر من 1.5 مليون مشاهدة، بينما الثاني سجل حوالي المليونين.

كما شرح نجم يوتيوب أنه لا يحمل أي ضغينة ضد الشعب المصري، لكنه أشار إلى أنه بالنسبة إلى بلد تساهم السياحة فيه بنحو 12% من ناتجها المحلي؛ "يجب على الشرطة والسلطات أن يتوقفوا عن معاملة السياح كجواسيس أو مجرمين".

التدخل الأمني يكبد السياحة خسائر ثمينة 

وتتزامن تجربة اليوتيوبر مع نشر وسائل إعلام فنية في مصر، تقارير عن أن السلطات المصرية تأخرت في إعطاء التصاريح اللازمة لتصوير مسلسل مارفل الجديد "فارس القمر" ما اضطر فريق العمل إلى التصوير في المجر.

فوفق تصريح لمخرج العمل مع موقع "في الفن"، تقدر خسارة مصر المالية نتيجة هذا التأخر نحو 150 مليون دولار.

وتثير هذه الأخبار الأخيرة غضبًا وانتقادات واسعة بشأن تعامل الشرطة وأفراد الأمن المصري مع السياح وصانعي المحتوى، خاصة في ظل الأزمة التي يعيشها قطاع السياحة بسبب تداعيات الإغلاق الذي فرضته جائحة كورونا.

فالسياحة تأتي في المرتبة الثانية كمصدر للعملة الصعبة في البلاد بعد تحويلات المصريين في الخارج، إذ بلغت إيرادات السياحة في مصر نحو 62 مليار دولار من 2011 إلى 2021.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close