غزت التكنولوجيا عالمنا وأثمرت تطورًا سيطبع المراحل القادمة من الحضارة الإنسانية. إلاّ أن التحول الرقمي عزّز السلوك الاستهلاكي لدى الشباب وساهم في إيجاد واقع اجتماعي جديد.
وتوضح عبير الحضيري، المتخصصة في علم الاجتماع، أن الحضارة عملية ديناميكية دائمة التطور ولكنها تختلف من ناحية التقنيات بين الأمس واليوم.
وتشرح أهمية معرفة خصائص المرحلة العمرية لفئة الشباب. فهذه الفئة العمرية تستخدم اليوم وسائل التواصل والتكنولوجيا بشكل واسع. وتمتلك القدرات والمقومات العقلية والذهنية والبيئة التي سهلت لها هذا الاستخدام.
الأثر الاجتماعي
ويعزز ذلك الاستخدام الاستهلاك عبر الوسائل الرقمية. ولا يحتاج الاستهلاك في يومنا هذا إلى تنقل، بل الى شاشة واتصال عبر الإنترنت وبطاقة ائتمان للدفع، وفقاً للحضيري.
وعن التأثير الاجتماعي، تشير الحضيري إلى تحوّل بالتفكير لدى الشباب مقارنة بالجيل السابق الذي يتمسّك بما اعتاد عليه من عادات استهلاكية، حيث تحول استهلاك التكنولوجيا إلى جزء لا يتجزأ من هوية المراهق أو الشاب.
وتعتبر الحضيري أن غزو التكنولوجيا هو حقيقة سواء قبلنا أم لم نقبل بها. وتربط بين التواصل والتكنولوجيا والحضور في المجتمع والبيئة. فعدم تواصل الشاب يخرجه من جماعته ويجعله غير مرغوببه ضمن فئة الشباب حالياً.
الجائحة
من جهة أخرى، عزّزت جائحة كورونا الإستهلاك عبر الإنترنت بشكل كبير رغم التفاوت بين مجتمع وآخر. وتشير إحدى الدراسات إلى ارتفاع هذا الاستهلاك بنسبة 300%.
ويحد ذلك من التفاعل الإنساني كما سيحدث تغييراً في المجتمع. وترى الحضيري أن الشباب سيتمسكون بالنمط الجديد الذي سيتحكم بعلاقاتهم وصداقاتهم وتحصيلهم العلمي وعملهم وغير ذلك.
وتشير الحضيري إلى دور الأهل في تقليل عدد ساعات التعرض لوسائل التواصل والانترنت وتنمية المهارات الجسدية والعقلية والفنية للطفل. وتشدد على أهمية وجود الطفل في جو عائلي يستقطبه بدلًا من أن ينفر به ليذهب إلى وسائل التواصل. كما تؤكد على دور المدرسة في تفعيل المشاركة والتواصل المباشر بين التلامذة المراهقين.