الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

رغم الانتقادات والشكوك.. السلفادور أول بلد يشرّع عملة "بتكوين"

رغم الانتقادات والشكوك.. السلفادور أول بلد يشرّع عملة "بتكوين"

شارك القصة

ستسمح عملة البتكوين للسلفادوريين بتوفير 400 مليون دولار من الرسوم المصرفية عند استلام أموال المغتربين (تويتر)
ستسمح عملة "بتكوين" للسلفادوريين بتوفير 400 مليون دولار من الرسوم المصرفية عند استلام أموال المغتربين (تويتر)
عارض أكثر من ثلثي سكان السلفادور البالغ عددهم 6,5 ملايين للمرة الأولى قرار الرئيس نجيب أبو كيلة وطالبوا بالاستمرار في استخدام الدولار الأميركي حصرًا.

أصبحت السلفادور اليوم الثلاثاء أول بلد في العالم يشرّع عملة بتكوين، إلى جانب الدولار الأميركي، رغم التردد الشديد بين السكان وانتقادات اقتصاديين ومنظمات مالية دولية.

وقال الرئيس نجيب أبو كيلة في تغريدة أمس الإثنين: "غدًا (الثلاثاء)، ولأول مرة في التاريخ، ستتجه كل الأنظار نحو السلفادور" معلنًا عقب ذلك أن البلاد اشترت أول 200 عملة بتكوين.

وبالنسبة إلى الرئيس وحكومته، ستسمح عملة بتكوين للسلفادوريين بتوفير 400 مليون دولار من الرسوم المصرفية عند استلام أموال المغتربين، خصوصًا من الولايات المتحدة التي تمثل 22% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.

لكن أكثر من ثلثي سكان السلفادور البالغ عددهم 6,5 ملايين عارضوا للمرة الأولى قرار الرئيس أبو كيلة الذي يتمتع بشعبية كبيرة، وقالوا في استفتاءين منفصلين: "إنهم يريدون الاستمرار في استخدام الدولار الأميركي حصرًا"، وهو العملة القانونية للسلفادور منذ 20 عامًا.

وقال خوسيه سانتوس ميلارا وهو محارب سابق في الحرب الأهلية التي مزقت السلفادور بين عامي 1980 و1992 وشارك الجمعة في احتجاج ضد استخدام العملة الرقمية: "عملة بتكوين هذه هي عملة غير موجودة، إنها عملة لن تفيد الأكثر فقرًا بل الأغنى". وتساءل: "مَن مِن الفقراء يمكنه الاستثمار عندما بالكاد يستطيع تأمين لقمة عيشه؟".

قرارات "دون استشارة" 

وقالت مديرة استطلاعات الرأي في جامعة "أونيفيرسيداد سنترو أميريكانا": "إنها قرارات (اتخذت) دون استشارة من الحكومة والبرلمانيين (..) الناس لا يرون كيف ستكون لها تأثير إيجابي لتغيير ظروفهم المعيشية بشكل كبير".

وبحسب الجامعة، لا يهتم 65,2% من السكان بتنزيل المحفظة الإلكترونية "تشيفو" اللازمة لتعاملات بتكوين اليومية.

وقبل أسبوع من دخول القرار حيز التنفيذ، تظاهر المئات في العاصمة لمطالبة البرلمان بالتخلي عن بتكوين.

لكن هذه العملة الرقمية لها مؤيدوها أيضًا. وهوورهي غارسيا وهو مصفف شعر يبلغ 34 عامًا، يستخدم عملة بتكوين منذ ثلاث سنوات، ويعتقد أنها عملة "المستقبل" ويأمل بأن "ترتفع قيمتها".

قيمة بيتكوين "سيحددها السوق"

وأقر البرلمان السلفادوري الذي يهيمن عليه أنصار الرئيس أبو كيلة بأغلبية ساحقة منذ الانتخابات التشريعية الأخيرة، في يوليو/ تموز، القانون الذي من شأنه تشريع بتكوين في السلفادور وإلزام "قبول بتكوين وسيلة للدفع". وينص القانون على أن قيمة بتكوين "سيحددها السوق".

واستمرارًا في تنفيذ القانون، وافق النواب اليوم الثلاثاء، بناء على طلب أبو كيلة، على إنشاء صندوق بقيمة 150 مليون دولار لضمان التحويل التلقائي لبتكوين إلى دولار أميركي.

بالإضافة إلى ذلك، يركّب حاليًا 200 جهاز صراف آلي لتبادل عملات بتكوين. وبعضها محروس من الجيش لمنع المعارضين من إفسادها.

تأثير سلبي

من جهة ثانية، أعرب اقتصاديون والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومصرف التنمية للبلدان الأميركية عن شكوكهم.

سيكون لهذا الإجراء "تأثير سلبي" على الظروف المعيشية للسلفادوريين بسبب "التقلب الكبير في سعر الصرف" لعملة بتكوين وسيكون له تأثير "على أسعار السلع والخدمات" وفقًا للخبير الاقتصادي في جامعة السلفادور أوسكار كابريرا.

"غير دستوري"

وأشارت المؤسسة السلفادورية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية (فوساديس) إلى أن حقيقة أن قيمة العملة الرقمية تحدّد "حصرًا من السوق" تجعلها عملة "شديدة التقلب"، كما أنها اعتبرت أن فرض "إلزامية قبول عملة بتكوين وسيلة للدفع" هو أمر "غير دستوري".

واتهم أبو كيلة الذي انتُقد لنزعته السلطوية وازدرائه فصل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، المعارضة بالرغبة في "تخويف" السكان من خلال انتقاد بتكوين.

وخوفًا من غسل الأموال من جانب شبكات إجرامية، ولا سيما شبكات الاتجار بالمخدرات، دعت الولايات المتحدة السلفادور إلى "حماية نفسها من الجهات الخبيثة" باستخدام عملة بتكوين "بشكل منظم وشفاف ومسؤول".

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
Close